[ 5 ] الطرفين في الجنة ولو ان رجلا اقتدى بمعوية في صفين فحارب معه الى نصف النهار ثم عاد في نصفه فحارب مع على عليه السلام الى آخر النهار لكان في الحالين جميعا مهتديا تابعا للحق والتوالي باسرها باطلة ضرورة واتفاقا والذي يسد باب كون عموم الصحابة كالنجوم ما قال الفاضل التفتازانى في شرح المقاصد من ان ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على السنة الثقات يدل بظاهره على ان بعضهم قد حاد عن طريق الحق وبلغ حد الظلم والفسق وكان الباعث عليه الحقد والعناد والحسد واللداد وطلب الملك و الرياسات والميل الى اللذات والشهوات إذ ليس كل صحابي معصوما ولا كل من لقى النبي بالخير موسوما إلا ان العلماء لحسن ظنهم باصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ذكر والها محامل وتاويلات بها يليق وذهبوا الى انهم محفوظون عما يوجب التضليل والتفسيق صونا لعقائد المسلمين من الزيغ والضلالة في حق كبار الصحابة سيما المهاجرين منهم والانصار المبشرين بالثواب في دار القرار انتهى ويتوجه على ما ذكره آخرا من تعليل ذكر العلماء المحامل والتاويلات لما وقع بين الصحابة بحسن ظنهم فيه ان بعد العلم بوقوع ما وقع بينهم لا وجه لحسن الظن بالكل إلا التعصب فيهم وأما من زعموه كبار الصحابة وعنوا به الثلثة فهم اول من اسس اساس الظلم والعدوان بغصب الخلافة عن اهل البيت والاقدام بكيت وكيت وإنما صاروا كبارا بغصبهم الخلافة وحكومتهم على الناس بالجلافة ولهذا قال بعض علماء العامة كل زينته الخلافة إلا على بن أبي طالب عليه السلام وروى هذا الشيخ الجامد في الفصل الثالث في ثناء الصحابة والسلف على على عليه السلام ________________________________________