[ 7 ] " ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول بل كان فيهم من يبتغى له الغوائل ويتربص به الدوائر ويمكر ويسعى في هدم امره كما ذكره أبو بكر أحمد البيهقى في كتاب دلائل النبوة حيث اخبرنا أبو عبد الله الحافظ وذكر الاسناد مرفوعا الى أبي الاسود عن عروة قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تبوك الى المدينة حتى إذا كان ببعض الطريق مكر به ناس من اصحابه فاتمروا ان يطرحوه من عقبة في الطريق وارادوا ان يسلكوه معه فاخبر رسول الله صلى الله عليه وآله خبرهم فقال من شاء منكم ان ياخذ بطن الوادي فانه اوسع لكم فاخذ النبي صلى الله عليه وآله العقبة واخذ الناس بطن الوادي إلا النفر الذين ارادوا المكر به فاستعدوا وتلثموا وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله حذيفه بن اليمان وعمار بن ياسر فمشيا معه وأمر عمارا ان ياخذ بزمام الناقة وأمر حذيفة ان يسوقها فبينا هم يسيرون إذ سمعوا ذكرة القوم من ورائهم قد غشوهم فغضب رسول الله وأمر حذيفة ان يردهم فرجعوا متلثمين فرعبهم الله حين ابصروا حذيفة وظنوا ان مكرهم قد ظهر واسرعوا حتى خالطوا الناس واقبل حذيفة حتى ادرك رسول الله صلى الله عليه وآله فلما ادركه قال له اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت يا عمار فاسرعوا وخرجوا من العقبة ينتظرون فقال النبي صلى الله عليه وآله يا حذيفة هل عرفت من هؤلاء الرهط والركب احدا ؟ فقال حذيفة عرفت راحلة فلان وفلان وكانت ظلمة الليل غشيتهم وهم ملتثمون فقال صلى الله عليه وآله هل علمتما ما شان الركب وما ارادوا ؟ قالا لا يا رسول الله (ص) قال فانهم مكروا ليسيروا معى حتى إذا اظلمت لي العقبة طرحوني منها قالا افلا تامر بهم يا رسول الله إذا جاءك ________________________________________