[ 324 ] 112 - قال: اخرج الترمذي عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما لاحد عندنا يد إلا وقد كافيناه بها ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافيه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال ابى بكر انتهى. اقول: نظير هذه الرواية ما سيرويه بعد ذلك عن ابن عساكر عن عائشة وعروة ان ابا بكر اسلم يوم اسلم وله اربعون الف دينار. (وفي لفظ) اربعون الف درهم انفقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوجه عليه العجب في روايتهم الانفاق لرجل قد عرف مذ كان بالفقر وسوء الحال ومن اطلع على النقل والاثار واشرف على السير والاخبار لم يخف عليه فقر ابى بكر وصعلكته وحاجته ومسكنته وضيق معيشته وضعف حيلته وانه كان في الجاهلية معلما وفي الاسلام خياطا كما ذكره البخاري في صحيحه وكان ابوه سئ الحال يكابد فقرا مهلكا ومعيشة ضنكا لكسبه اكثر عمره من صيد القمارى والدباسى لا يقدر على غيره فلما عمى وعجز ابنه عن القيام به التجا الى عبد الله بن جذعان أحد رؤساء مكة فنصبه ينادى على مائدته كل يوم لاحضار الاضياف وجعل له على ذلك ما يقوته من الطعام فمن اين كان لابي بكر هذا المال، وهذه حاله وحال أبيه في الفقر والاختلال قال البكري المصرى في سيره " قيل: انه لما بلغ النبي صلعم سنة ثلاث عشرة من عام الفيل خرج مع أبي طالب الى الشام فاقبل سبعة من الروم يقصدون قتله صلى الله عليه وسلم فاستقبلهم بحيراء ونبههم على انه رسول من الله تعالى " فبايعوه واقاموا معه ورده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالا وفيه وهمان الاول بايعوه على أي شئ ؟ الثاني أبو بكر لم يكن حاضرا ولا كان في حال من يملك ولا ملك بلالا إلا بعد ذلك بنحو ثلاثين عاما " انتهى كلامه وايضا قد صح عندهم انه لما نزل آية النجوى لم يعمل بها من الصحابة سوى على عليه السلام فإذا بخل أبو بكر بدرهم أو درهمين يقدم بين يدى نجوى النبي صلعم ________________________________________