[ 325 ] والنظر الى وجهه الكريم وما يفيده خطابه القويم مقدار عشرة ليال كما نقله ابن المرتضى من أهل السنة في تفسيره والزمحشرى الحنفي في الكشاف حتى ينزل آية اخرى ما نصب (1) على ذلك محال ان ينفق مثلا ذلك المال الذى رووه لاحد ومن عجيب مناقضتهم ما رووه بقولهم عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه في تفسير قوله تعالى " ووجدك عائلا فاغنى " قال ابن عباس اغناه بان جعل دعوته مستجابة فلو شاء ان يصير الجبال ذهبا لصارت باذن الله تعالى " فمن يكون كذلك كيف يحتاج الى مال أبي بكر وكيف يقال نقض تفسيراتهم لهذه الاية ان أبا بكر اغناه، وايضا يتوجه ان من انفق المال العظيم على رجل محال ان لا يعرف موطنه وحيث انفقه ولسنا نعرف ان لرسول الله صلى الله عليه وآله موطنا غير مكة والمدينة فإن زعموا ان ابا بكر انفق هذا المال بمكة قبل الهجرة قيل لهم على ما انفق هذا المال ؟ وفيم صرفه ؟ هل كان لرسول الله صلعم بمكة من الحشم والعيال ما انفق عليهم هذا المال كله من زمان اسلام ابى بكر الى وقت الهجرة ؟ فهذا من ابين المحال وان قالوا: ان رسول الله صلعم جهز الجيوش في مكة بذلك المال ظهر فضائحهم لانه باجماع الامة لم يشهر سيفا بمكة ولم يامر به ولا اطلق لاصحابه محاربة أحد من المشركين بها وإنما كان اسلم معه إذ ذاك اربعون رجلا فلما اشتد عليهم الاذى من قريش وشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وآله ولى عليهم جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه واخرجهم معه الى ارض النجاشي ملك الحبشة فكانوا هناك الى ان هاجر رسول الله صلعم وفتح كثيرا من فتوحه فقدموا عليه بعد سنين من الهجرة ولقد كان رسول الله صلعم بشهادة الخاص والعام اغنى قريش بعد تزويجه بخديجة وكانت خديجة باقية الى سنة الهجرة لا يحتاج مع مالها الى مال غيرها حتى لقد كان من استظهاره بذلك عن أبي طالب ع ان ضم على بن أبي طالب عليه السلام الى نفسه تخفيفا بذلك عن أبي طالب ________________________________________ (1) كذا في النسختين اللتين عندي ؟ ________________________________________