[ 320 ] لا يخفى. وأما ثانيا فلانه على التقادير لا دلالة للاية على مدح أبي بكر ولعلهم توهموا هذا من الوصف العنوانى في لفظي الفضل والسعة وجهلوا ان مثل هذا الوصف قد يعرض للكافر السخى الذي له فضل حاجة وغنى وسعة بل قد يجتمع مع الذم فيقال ان القوم الفلاني مع كونهم من اولى الفضل والسعة يبخلون بما آتيهم الله تعالى ويقال ان أبا بكر المتمول عند اهل السنة واضرابه من اصحاب النبي صلعم قد بخلوا عند نزول آية النجوى عن تقديم صدقه بين يدى النبي صلى الله عليه وآله حتى نسخت الاية فافهم ومن العجب ان فخر الدين الرازي قال في تفسيره لهذه الاية اولا ان المراد من قوله تعالى " ولا ياتل اولو الفضل " لا يقصروا في ان يحسنوا فحمل الفضل على الاحسان والاعطاء ثم نسى ذلك بعد سطور واصر في ان المراد بالفضل زيادة الثواب أو العلم مع ان الفضل بهذين المعنيين لا يظهر لهما وجه ههنا إذ كثير من اهل الفضل بمعنى زيادة الثواب أو العلم لا يقدرون على انفاق الرحم وصلتهم بل على اقل من ذلك وهو ظاهر. وأما ثالثا فلانا نترقى عن ذلك ونقول بل الاية قادحة في أبي بكر لاشتمالها على نهيه تعالى عما اتى به أبو بكر من الحلف على ان لا ينفق مسطحا ومن معه كما روى في شان النزول فدلت الاية على معصية أبي بكر وما اجاب به الرازي المتسمى بالامام في هذا المقام " من ان النهى لا يدل على وقوعه إذ قال الله تعالى لمحمد صلعم " ولا تطع الكافرين والمنافقين " ولا يدل ذلك على انه صلى الله عليه وسلم اطاعهم،. الى اخره " مدخول بان مجرد النهى وان لم يدل على ذلك إلا ان ما رواه هذا المجيب ههنا من شان النزول صريح في الوقوع حيث قال: لما نزلت آية الافك قال: أبو بكر لمسطح وقرابته: قوموا فلستم مني ولست منكم، ولا يدخلن على أحد منكم فقال انشدكم مسطح الله. والاسلام وانشدكم ________________________________________