[ 314 ] عنه عليه السلام بالصديق الاكبر أما الحديث الاول فظاهر جدا وأما الثاني فللتصريح فيه بانه افضل الصديقين الثلاثة فيكون اكبر واكمل وحمل اللفظ على الفرد الاكمل المتبادر الى الفهم عرفا اولى واجدر، على ان ما وقع في الحديث الثاني من حصر الصديقين في الثلاثة بنفى كون أبي بكر من الصديقين اصلا وراسا فضلا عن ان يكون مرادا من لفظ الاية والله ولى الصدق والتصديق، وبيده اعنة التحقيق وازمة التوفيق. 101 - قال: الاية الخامسة قوله تعالى " ولمن خاف مقام ربه جنتان " اخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب انها نزلت في أبي بكر انتهى. اقول: لا نسلم صحة ما ذكره في شان النزول لانه خبر واحد مجهول عند الخصم واقل خبر واحد يليق تلقيه بالقبول كونه مرويا عن اثنين من الفريقين كما اشرنا إليه سابقا هذا مع اقتضاء لفظ من الموصولة العموم والشمول. 102 - قال: الاية السادسة قوله تعالى " وشاورهم في الامر " اخرج الحاكم عن ابن عباس انها نزلت في ابى بكر وعمر. ويؤيده الخبر الاتى: ان الله امرني ان استشير أبا بكر وعمر انتهى. اقول: بعد تسليم صحة الخبر لا دلالة في الاية على فضل أبي بكر وصاحبه عمر لجواز ان يكون ذلك الامر لتاليف قلوبهم وتطييب خواطرهم لا للحاجة الى رأيهم فغاية ما يلزم منها ان يكونا من مؤلفة القلوب وقال بعض مشايخنا قدس الله سره: ان الله تعالى اعلم النبي صلعم ان في امته بل في صحابته الملازمين له كما مر من رواية البيهقى في دلائل النبوة وغيره من يتبغى له الغوائل، ويتربص به الدوائر، ويسر خلافه، ويبطن مقته، ويسعى في هدم امره، وينافقه في دينه، ولم يعرفه اعيانهم، ولا دله عليهم ________________________________________