[ 313 ] النبي صلعم وانه رسول الله وذلك من التكاليف العقلية ومعلوم ان التكليف بالعقليات إنما يتوقف على كمال العقل وان كان الرجل ابن خمس سنين أو خمسين سنة وعلى عليه السلام قد كان كاملا عقله حين اسلم والبلوغ انما هو شرط في التكاليف الشرعية الفرعية على انه لا يمتنع ان يكون من خصائصه صحة اسلامه حال الصبى والصغر كما كان ابنه الحسن عليه السلام يطالع اللوح المحفوظ في حال رضاعه كما شهد به الشيخ ابن حجر العسقلاني شارح البخاري في شرح حديث وضع الحسن في رضاعه تمرة من تمرات الصدقة في فيه سهوا واشارة النبي صلعم إليه برميها عن فيه قائلا " كخ كخ " واعتراضه بقوله: اما علمت ان الصدقة حرام علينا ؟ وبالجملة يجوز اختصاصه عليه السلام بمزيد فضيلة في الخلقة اوجبت حصول البلوغ الشرعي قبل العدد وما ذاك بعجب منه فانه مظهر العجائب ومنبع الغرائب. وأما ما ذكره الرازي " من انه لما كان لتصديق أبي بكر مزيد قوة للاسلام كان حمل هذا اللفظ عليه اولى " فمع قطع النظر عما ذكرناه وعن ان مثل هذا المزيد والزيادة قد حصل ايضا بتصديق غير ابى بكر كحمزة رضى الله عنه ورؤساء الانصار ومن شاكلهم معارض بما روى جلال الدين السيوطي الشافعي في كتاب الوجيز عن عباد بن عبد الله قال سمعت عليا يقول: انا عبد الله واخو رسوله، وانا الصديق الاكبر لا يقولها بعدى إلا كاذب. وهذا الحديث مما اخرجه النسائي وصححه الحاكم على شرط البخاري ومسلم كذا في تذكرة الموضوعات وبما قاله الرازي المذكور نفسه في تفسير قوله تعالى " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه،. الاية " انه روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: الصديقون ثلاثة،. حبيب النجار مؤمن آل يس، ومؤمن آل فرعون الذي قال اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله، والثالث على بن أبى طالب وهو افضلهم. انتهى ووجه المعارضة ظاهر إذ في كل الحديثين وقع التعبير ________________________________________