[ 312 ] في شان يحيى عليه السلام " وآتيناه الحكم صبيا " وقال حكاية عن عيسى عليه السلام في صباه " انى عبد الله آتانى الكتاب وجعلني نبيا " وقال في شان يوسف عليه السلام في حال صباه وعند القاءه في غيابت الجب " واوحينا إليه لتنبئنهم بامرهم هذا ولا يشعرون " وقال سبحانه تعالى " ففهمناها سليمان وكلا آتيناه حكما وعلما " وكان عمره عندما جعل نبيا احدى عشر سنة وإذا جاز ان يكون الصبى صاحب النبوة والوحى جاز ان يكون صاحب الايمان بطريق اولى وايضا كما لا يقال لمن تولد مؤمنا في فطرة الاسلام انه آمن لانه تولد عليه فكذا في على لانه تولد في حضرة الرسول صلعم ولم يعبد صنما قط لكن أبو بكر قد عهد الاصنام ازيد من اربعين سنة فكان عليه الاتيان بالايمان بعد ما لم يكن مؤمنا وايضا فعند اصحابنا ان عليا عليه السلام حين آمن بالنبي صلعم كان عمره خمسة عشر سنة وقيل اربعة عشر والروايتان جائتا ايضا من طريق الخصم ذكر ذلك شارح الطوالع عن اصحابه في شرحه والعاقولي في شرحه للمصابيح قال " روى الحسن البصري ان عمره كان خمسة عشر سنة عند اسلامه " وأما شارح الطوالع فروى اربعة عشرة سنة وهذا ما جاء في صحيح البخاري قد تجاوز البلوغ لانه اول نقل عن المغيرة انه قال: احتملت وانا ابن اثنى عشرة سنة وايضا فقد روى ان النبي صلعم دعاه الى الاسلام وهو صلعم لا يدعو الى الاسلام الا من يصح منه ذلك كما قاله المأمون حين ناظر ابا العتاهية وايضا قد صح واشتهر انه عليه السلام كتب الى معاوية ابياتا من جملتها قوله عليه السلام: شعر * سبقتكم الى الاسلام طرا * غلاما ما بلغت اوان حلمي * ولم ينكر عليه معاوية مع عداوته وتعنته فكيف يزيد عليه الرازي وهو من جماعته في ذلك وايضا مرجع الاسلام الى التصديق بما جاء به ________________________________________