[ 41 ] وينفصل عنه بغير جواب ويضيع المقصود من هذا الخطاب أعراض المتهاونين، فيستحق سخط الملك ويبوء بجواب (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) أو اعراض الغافلين فيقع في عساكر المحرومين ويبوء بثقله وما وزر، وما ورد: ومن ترك مسألة الله افتقر (1). قال رضى الدين على بن موسى بن الطاوس (قدس الله روحه الزكية): وأن شئت فقل في ذلك الوقت (2): اللهم قد صدقت بربوبيتك وبمحمد خاتم رسالتك وبهذا المنادى عن جودك وان لم تسمعه اذنى فقد سمعه عقلي المصدق بالاخبار المتضمنة لوعدك. فانا اقول: ايها الملك الوارد علينا من مالك الحكيم الكريم الجواد المحسن الينا قد سمعنا بلسان حال عقولنا قولك عن معدن نجاح مسئولنا: هل من سائل فاعطيه سؤله ؟ وانا سائل لكل ما احتاج إليه مما يقتضى به دوام اقباله على ودوام توفيقي للاقبال له وتمام احسانه الى وكمال ادبى بين يديه وان يحفظني ويحفظ على كلما أحسن به الى. وسمعنا قولك عن سيدنا ومولانا الذى هو اهل لبلوغ مأمولنا: هل من تائب فاتوب إليه ؟ (3) وانا تائب اختيار أو اضطرار الاتى عاجز ضعيف عن غضبه وعقابه ومضطر ________________________________________ (1) عن ابى عبد الله (ع) قال: من لم يسئل الله عزوجل من فضله (فقد) افتقول (الاصول) كتاب الدعا. (2) ولا بأس بقرائة هذه الابيات في هذا الوقت للمناجاة طرقت باب الرجا والناس قد رقدوا = وجئت اشكو الى مولاى ما اجد وقلت يا املى في كل نائبه = ومن عليه بكشف الضر اعتمد اشكو اليك امورا انت تعلمها = مالى على حملها صبر ولاجلد وقد مددت يدى بالذل خاضعة = اليك يا خير من مدت إليه يد يا من يغيث الورى من بعد ما قنطوا = ارحم عبيدا اتى بالذل قد بسطوا (3) التوب والتوبه: الرجوع من الذنب (المجمع) (*). ________________________________________