[ 40 ] قال (ص): إذا كان اخر الليل يقول الله سبحانه وتعالى: هل منداع فاحبيه ؟ هل من سائل فاعطيه سؤله ؟ هل من مستغفر فاغفر له ؟ هل من تائب فاتوب عليه ؟ وروى ابراهيم بن ابى محمود قال: قلت الرضا (ع): ما تقول في الحديث الذى يرويه الناس عن رسول الله (ص) ؟ انه قال: أن الله تعالى ينزل في كل ليلة الى السماء الدنيا فقال (ع): لعن الله المحرفين (1) الكلم عن مواضعه والله ما قا ل رسول الله: كذلك انما قال (ص): ان تبارك وتعالى ينزل ملكا الى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الاخير، وليلة الجمعة من (في) اول الليل فيأمره فينادى هل من سائل فاعطيه سؤله ؟ هل من تائب فاتوب عليه ؟ هل من مستغفر فاغفر له ؟ يا طالب الخير أقبل يا طالب الشر أقصر فلا يزال ينادى ابى عن جدى عن ابائه عن رسول الله (ص) نصيحة: ينبغى لذى الايمان الصريح والاعتقاد الصحيح في تصديق الرسول، وأبناء الزهراء البتول (2) فيما يخبرون به من معالم التنزيل ويؤدونه عن الرب الجليل أن يبعث في تلك الساعات مع ذلك المنادى حوائجه في جواب ندائه كما لو وقف على بابه رسول ملك من ملوك الدنيا واستعرض حوائجه. وقال: ان الملك قد اذن لى في اعلامك برفع حوائجك إليه ليقضيها لك فانه يغتنم ذلك الاستعراض ويذكر ما اهمه من الحوائج والاغراض، ولا يبقى له حاجة ولا لاهل عناية الا ذكرها على التفصيل خصوصا إذا كان ذلك الملك موصوفا بالعطاء الجزيل ومعروفا بالثناء (بالفعل) الجميل، ولا يعرض عن منادى الملك مع حاجته الى مرسله ________________________________________ (1) قال في (الوافى): لعله (ع) اراد بالمحرفين الكلم عن موا ضعه: الذين يأولونها على غير معناها المطلوب منها وان ضبطوا الفاظها وعلى هذا يكون لفظ الحديث صحيحا ويكون معناه غير الذى فهموه من التجسم. (2) وفى المجمع وقد سئل (ص) انا سمعناك يا رسول الله تقول: ان مريم بتول وان فاطمة بتول ما البتول ؟ فقال: البتول التى لم ترحمرة قط (*). ________________________________________