[ 289 ] ويقوم بها فأعجبته فدعيها الى نفسه فأبت عليه، فحلف عليها لان لم تفعلي لاخبرن الملك انك فجرت، فقالت اصنع ما بدء لك لست اجيبك الى شئ مما طلبت، فأتى الملك فقال: ان امرئة اخى قد فجرت وقد حق ذلك عندي فقال له الملك: طهرها فجاء إليها فقال لها: ان الملك فقد امرني برجمك فما تقولين ؟ تجيبني والارجمتك، فقالت: لست اجيبك فاصنع ما بدء لك، فأخرجها فحفر لها فر جمها ومعه الناس، فلما ظن انها قد ماتت تركها وانصرف، وجنها الليل وكان بها رمق فتحركت وخرجت من الحفرة ثم مشت على وجهها حتى خرجت من المدينة فانتهت الى دير فيه ديرانى فباتت على باب الدير، فلما أصبح الديرانى فتح الباب فرآها فسئلها عن قصتها فخبرته فرحمها وأدخلها الدير، وكان له ابن صغير لم يكن له غيره وكان حسن الحال فداواها حتى برئت من علتها واندملت، ثم دفع إليها ابنه فكانت تربيه، وكان للديراني قهرمان يقوم بأوامره فأعجبته فدعيها الى نفسه فأبت فجهد بها فأبت فقال: لان لم تفعلي لاجهدن في قتلك فقالت: اصنع ما بدء لك فعمد الى الصبى فدق عنقه فأتى الديرانى فقال له: عمدت الى فاجرة قد فجرت فدفعت إليها ابنك فقتلته، فجاء الديرانى فلما راى ابنه قتيلا قال لها: ما هذا ؟ فقد تعلمين صنيعى بك فأخبرته با لقصة، فقال لها ليس تطيب نفسي ان تكون عندي فاخرجى، فأخرجها ليلا ودفع إليها عشرين درهما، وقال لها: تزودي هذه الله حسبك فخرجت ليلا فأصبحت في قرية فإذا فيها مصلوب على خشبة وهو حى فسئلت عن قصته فقالوا: عليه دين عشرون درهما، ومن كان عليه دين عندنا لصاحبه صلبه حتى يؤدى الى صاحبه فأخرجت العشرين درهما ودفعتها الى غريمه وقالت: لا تقتلوه فأنزلوه عن الخشبة فقال لها: ما أحد اعظم على منة منك نجيتنى من الصلب ومن الموت فأنا معك حيثما ذهبت، فمضى معها ومضت حتى انتهيا الى ساحل البحر، ________________________________________