[ 290 ] فرأى جماعة وسفنا فقال لها: اجلسي حتى أذهب وأنا أعمل لهم واستطعم وآتيك به فأتاهم وقال لهم: ما في سفينتكم هذه ؟ قالوا: في هذه تجارات وجواهر وعنبر واشياء من التجارة، واما هذه فنحن فيها قال: وكم يبلغ ما في سفينتكم هذه ؟ قالوا: كثيرا لانحصيه قال: فان معى شيئا خطيرا هو خير مما في سفينتكم قالوا: وما معك قال: جارية لم ترو مثلها قط قالوا: فبعناها قال: نعم على شرط ان يذهب بعضكم فينظر إليها ثم يجيئنى فيشتريها ولا يعلمها ويدفع الى الثمن، ولا يعلمها حتى أمضى أنا فقالوا لك ذلك، فبعثوا من نظر إليها فقال: ما رايت مثلها قط فاشتروها منه بعشرة الألف درهم، ودفعوا ا ليه الدراهم فمضى (بها) فلما امضى اتوها فقالوا لها: قومي وادخلي السفينة قالت: لم ؟ قالوا: قد اشتريناك من مولاك قالت: ما هو بمولاي قالوا تقومين ؟ والا لنحملنك فقامت ومضت معهم فلما انتهوا الى الساحل لم يأمن بعضهم بعضا عليها، فجعلوها في السفينة التى فيها الجواهر والتجارة وركبوا في السفينة الاخرى فدفعوها، فبعث الله عزوجل عليهم رياحا فغرقهم ونجت السفينة التى كانت فيها حتى انتهت الى جزيرة من جزائر البحر، وربطت السفينة ثم دارت في الجزيرة فإذا فيها ماء وشجر فيه ثمر فقالت: هذا ماء أشرب منه وثمرا آكل منه واعبد الله في هذا الموضع فأوحى الله عزوجل الى نبى من أنبياء بنى اسرائيل عليهم السلام ان يأتي ذلك الملك فيقول له: ان في جزيرة من جزائر البحر خلقا من خلقي فاخرج انت ومن في مملكتك حتى تأتوا خلقي هذا وتقر واله بذنوبكم، ثم تسئلوا ذلك الخلق ان يغفر لكم فان غفر لكم غفرت لكم فخرج الملك بأهل مملكته الى تلك الجزيرة فرأوا امرئه فتقدم إليه الملك فقال لها: ان قاضى هذا أتانى فخبرني ان امرئة أخيه قد فجرت فأمرته برجمها ولم يقم عندي البينة فأخاف ان اكون قد تقدمت على ما لا يحل لى فأحب ان تستغفر لى فقالت غفر الله لك اجلس ثم أتى زوجها ولا يعرفها فقال: انه كان لى امرئة وكان من فضلها وصلاحها وانى خرجت عنها وهى كارهة لذلك فاخبرني ________________________________________