[ 288 ] وروى أبو سعيد الخدرى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول عند منصرفه من احد، والناس محدقون به، وقد اسند ظهره الى طلحة هناك: ايها الناس أقبلوا على ما كلفتموه من اصلاح آخرتكم واعرضوا عما ضمن لكم من دنياكم ولا تستعملوا جوارحا غذيت بنعمته في التعرض لسخطه بمعصيته، واجعلوا شغلكم في التماس مغفرته، واصر فوا همتكم (هممكم) بالتقرب الى طاعته من بدء بنصيبه من الدنيا فانه نصيبه من الآخرة ولم يدرك منها ما يريد، ومن بدء بنصيبه من الاخرة وصل إليه نصيبه من الدنيا، وادرك من الآخرة ما يريد (1). وروى عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن أقبل قبل ما يحب الله أقبل الله عليه قبل كل ما يحب، ومن اعتصم بالله بتقواه عصمه الله، ومن اقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء والارض، وان نزلت نازلة على اهل الارض فشملتهم بلية كان في حرز الله بالتقوى من كل بلية أليس الله تعالى يقول (ان المتقين في مقام امين) ؟ (2). فصل محمد بن يعقوب (ره) يرفعه الى اسحاق بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان ملك في بنى اسرائيل وكان له قاض، وللقاضي اخ، وكان رجل صدق، وكانت له امرئة قد ولدتها الانبياء فأراد الملك ان يبعث رجلا في حاجته فقال للقاضى: ابعثنى رجلا ثقه فقال: ما أعلم احدا أوثق من اخى فدعاه ليبعثه فكره ذلك الرجل وقال لاخيه: انى اكره ان اضيع امرئتى فعزم عليه فلم يجد بدا من الخروج فقال لاخيه: يا اخى انى لست اخلف شيئا اهم الى من امرئتى فاخلفني فيها وتول قضاء حاجتها قال: نعم، فخرج الرجل وقد كانت امرئته كارهة لخروجه، وكان القاضى يأتيها ويسئلها عن حوائجها ________________________________________ (1) الطلح: شجر عظام من شجر العضاه يرعاها الابل الواحدة طلحة (اقرب). (2) قبل بالكسر ثم الفتح يقال: اتانى من قبله رسالة: أي من عنده وجهته (اقرب) الدخان: 51 (*). ________________________________________