[ 287 ] وسئل الصادق عليه السلام عن حد التوكل فقال: ان لا يخاف مع الله شيئا. وان في هذه الآية لبلغة للعباد وكفاية لمطالب الاسترشاد (1). روى احمد بن الحسين الميثمى عن رجل من اصحابه قال: قرأت جوابا من ابى عبد الله عليه السلام الى رجل من أصحابه: اما بعد فانى اوصيك بتقوى الله عزو جل فان الله قد ضمن لمن اتقاء ان يحوله عما يكره الى ما يحب ويرزقه من حيث لا يحتسب ان الله عزوجل لا يخدع عن جنبه، ولا ينال ما عنده الا بطاعته (2). وعن الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يقول الله عزوجل: وعزتي وجلالى وعظمتي وكبريائي ونورى وعلوى وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواى الاشتت عليه امره ولبست عليه دنياه، واشتغلت قلبه بها، ولم ارزقه منها الا ما قدرت له، وعزتي وجلالى وعظمتي وكبريائي ونورى وعلوى وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواى على هواه الا استحفظته ملائكتي، وكفلت السماوات والارض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهى راغبة (راغمة) (3). ________________________________________ (1) وقد ذكر معنى التوكل في ص 82 متنا وذيلا بالتفصيل (2) في (المجمع) وفى الحديث عن ابى عبد الله (ع) عن آبائه عليهم السلام ان رسول الله (ص) سئل فيما النجاة غدا ؟ قال: النجاة ان لا تخادعوا الله فيخدعكم فانه من يخادع الله يخدعه فقيل له: كيف يخادع الله ؟ قال: يعمل ما امر الله ثم بريد به غيره الحديث. (3) قال في (مرآت) اقول: ينبغى ان يعلم ان ما تهواه النفس ليس كله مذموما، وما لا تهواه النفس ليس كله ممدوحا بل المعيار هو ان كل يرتكبه الانسان لمحض الشهوة ا لنفسانية ولم يكن الله مقصودا له في ذلك فهو من الهوى المذموم وان كان مشتملا على زجر النفس عن بعض المشتهيات ايضا كمن يترك لذيذ المأكل والمطعم مثلا للاشتهار بالعبادة وجلب قلوب الجهال، وما يرتكبه الانسان لاطاعة امره سبحانه وان كان مما تشتهيه نفسه فليس هو من الهوى المذموم كمن يأكل ويشرب لامره تعالى أو لتحصيل القوة على العبادة فهولاء وان حصل لهم الالتذاذ بهذه الامور لكن ليس مقصودهم محض اللذة بل لهم في ذلك اغراض صحيحة هذا ملخص كلامه رفع مقامه باب اتباع الهوى (*). ________________________________________