[ 285 ] امرك ولا يراك حيث نهاك. وهذا هو بعينه قوله عليه السلام في اول الباب: ولكن ذكر الله عندما احل وحرم، فان كان طاعة عمل بها، وان كان معصية تركها. وهذا هو حد التقو ى وهى العدة الكافية في قطع الطريق الى الجنة، بل هي الجنة الواقية من متالف الدنيا والآخرة، وهى الممدوحة بكل لسان. والمشرفة لكل انسان، ولقد شحن بمدحها القرآن، وكفاها شرفا قوله تعالى (ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم وايا كم ان اتقوا الله) ولو كان في العالم خصلة اصلح للعبد واجمع للخير واعظم في القدر، واولى بالايجال، وانجح للامال من هذه الخصلة التى هي التقوى لكان الله سبحانه اوحى بها. عباده لمكان حكمته ورحمته، فلما أوصى بهذه الخصلة الواحدة جمع الاولين وآخرين واقتصر عليها علم أنها الغاية التى لا يتجاوز عنها ولا مقتصر دونها (1). والقرآن مشحون بمدحها وعد في مدحها خصالا: الاول المدحة والثناء (وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور) الثاني الحفظ والتحصين من الاعداء (وا تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا). الثالث التأييد والنصر (ان الله مع المتقين). الرابع اصلاح العمل (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا لاسديد أيصلح لكم اعمالكم). الخامس غفران الذنوب (ويغفر لكم ذنوبكم) السادس محبة الله (ان الله يحب المتقين) السابع القبول (انما يتقبل الله من المتقين) الثامن الاكرام (ان اكرمكم عند الله اتقيكم) التاسع البشارة عند الموت (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الاخرة). العاشر النجاة من النار (ثم ننجي الذين اتقوا). ________________________________________ (6) المتالف: المفازة هي المهلكة يقال: وقعوا في متلفة ومتالف (اقرب) النساء: 131 (*). ________________________________________