[ 17 ] المقدس فأنه بناه بحجارة بيضأ ووضع عليه قنديلا من الفيروز المرصع بالجواهر اليتيمة. وأخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله. وفي سنة 180 ه‍ جاوره الناس. وكانت في الحضرة المقدسة مما يلي الرأس الشريف تحت الطاق صورة رجل وبيده قوس وأمامه غزال قد وجه نحو قوسه، وهي من ابدع الصور اليدوية. وهذه الصورة رمز الى حادثة الرشيد وقد قلعت مع الاخشاب المزوقة سنة 1364 ه‍ وأعيدت الى غير مكانها. العمارة الثانية: عمارة محمد بن زيد الحسني الملقب (بالداعي الصغير) صاحب بلاد الديلم وطبرستان. فأنه أمر بعمارته وعمارة الحائر الحسيني والبنأ عليهما بعد سنة 279 ه‍ وبنى على المشهد العلوي حصنا فيه سبعون طاقا، وقد أخبر الامام الصادق (عليه السلام) بهذا البنأ قبل وقوعه حيث قال: لا تذهب الليالي والايام حتى يبعث الله رجلا ممتحنا في نفسه في القتل يبني عليه حصنا فيه سبعون طاقا. وقيل ان المتوكل العباسي خرب عمارة النجف كما خرب عمارة الحسين (عليه السلام) وأعادها محمد بن زيد الداعي، وأعاد جميع القبور الدارسة للطالبيين. لكن ربما تنسب هذه العمارة الى أخيه الحسن حيث كانت له في كل سنة ثلاثون الف درهم أحمر يصرفها في العتبات المقدسة (1). العمارة الثالثة: بعد دخول البويهيين الى العراق، أمر عضد الدولة بن بويه بتجديد البنأ ________________________________________ (1) أعيان الشيعة 1: 536. ________________________________________