[ 16 ] الى الغري، وأمره ان يحفر القبر، فلما بلغ اللحد قال له: طم هذا قبر علي بن أبي طالب، انما أردت ان اعلم هذا (1). وبقيت الحالة هذه من تهافت الناس على زيارته والتبرك بقبره الشريف، فزاره عدد من العلويين والعباسيين، حتى أظهره داود بن علي العباسي على أثر كرامة ظهرت له، فأمر بوضع صندوق على القبر الشريف، وبقي هذا الصندوق امام النظار فترة من الزمن. ولما تبدلت نيات العباسيين وأظهروا للعلويين العدأ، هجر القبر الشريف، واندرس الصندوق الذي وضعه داود العباسي، ولم يعرج أحد على القبر إلا خلسة، ومكث على هذا الحال عشرات من السنين، والذي ساعد على ضياع الصندوق هجران القبر بالنظر للخوف المستحوذ على النفوس من السلطة العباسية القاسية. وكذلك ساعد على ضياعه ايضا هو موضع القبر الشريف، فأنه في منخفض واد معرض لجري السيول ومهاب الريح (2). وقد ظهر القبر الشريف للمرة الثالثة على يد هارون الرشيد على اثر كرامة ظهرت له، وبعد ذلك طرأ على القبر عدة إصلاحات وعمارات نوجزها هما يلي: العمارة الاولى: أمر الرشيد ببنأ قبة على القبر الشريف سنة 170 ه، وجعل لها أربعة أبواب (3)، وهي من طين أحمر، وطرح على رأسها جرة خضرأ (4)، وأما الضريح ________________________________________ (1) بحار الانوار 100: 238 % 7. (2) ماضي النجف وحاضرها: 42 (3) أرشاد القلوب 2: 436، عمدة الطالب: 63. (4) أعيان الشيعة 1: 536. ________________________________________