[ 18 ] سنة 338 ه‍ فبذل أموالا طائلة في سبيل ذلك وجلب الى النجف النجارين وأهل صناعات البنأ من سائر الاقطار، وأقام هو في ذلك المكان قريبا من سنة، فخرب العمارة القديمة وأمر ببنأ عمارة جليلة حسنة وهي العمارة التي كانت قبل اليوم ويذكر أنها كانت باقية حتى سنة 750 ه‍. وقد شاهد هذه العمارة الرحالة (ابن بطوطة) حين ورد الى النجف سنة 725 ه‍، فأنه وصف الروضة المقدسة فقال: والخوانق معمورة أحسن عمارة وحيطانها بالقاشاني وهو شبه الزليج عندنا لكن لونه أشرق ونقشه أحسن، ثم ذكر المرقد المطهر وما فيه من فرش ومعلقات، وما يصنعه السدنة وقوام المشهد مع الزائرين فقال: ثم يأمرونه بتقبيل العتبة وهي من الفضة وكذلك العضادات، ثم يدخل القبة وهي مفروشه بأنواع البسط من الحرير وسواه، وبها قناديل الذهب والفضة منها الكبار والصغار وفي وسط القبة مصطبة مربعة مكسوة بالخشب عليه صفائح الذهب المنقوشة المحكمة العمل مسمرة بمسامير الفضة قد غلبت على الخشب لا يظهر منه شئ وأرتفاعها دون القامة وفوقها ثلاثة من القبور يزعمون أن احداها قبر آدم (عليه السلام) والثاني قبر نوح، والثالث قبر علي (رضي الله عنه)، وبين القبور طشوت ذهب وفضة وفيها مأ الورد والمسك وانواع الطيب، يغمس الزائر يده في ذلك ويدهن بها وجهه تبركا. وللقبة باب آخر عتبته ايضا من الفضة وعليه ستور الحرير الملون يفضي الى مسجد مفروش بالبسط الحسان مستورة حيطانه وسقفه بستور الحرير وله أربع ابواب عتبها فضة وعليه ستور الحرير (1). وهذه العمارة وان كان يرجع تأسيسها بهذا الشكل لعضد الدولة لكنها ________________________________________ (1) اعيان الشيعة 1: 537. ________________________________________