[ 15 ] ينتظر حنظلة فأبطأ عليهم فقدم شريك ليقتل فلم يشعر إلا وراكب قد طلع فإذا هو حنظلة وقد تحنط وتكفن ومعه نادبته تندبه، فلما رأى المنذر ذلك عجب من وفائه وقال: ما حملك على قتل نفسك ؟ فقال: أيها الملك إن لي دينا يمنعني من الغدر، قال: وما دينك ؟ قال: النصرانية، فاستحسن ذلك منه وأطلقهما معا وأبطل تلك السنة وكان سبب تنصره وتنصر أهل الحيرة فيما زعموا (1). بعد ان ذكرت نبذة مختصرة عن تسمية النجف والغري، آثرت ذكر نبذة مختصرة ايضا عن مراحل بنأ القبر الشريف بعد ما أظهره الرشيد العباسي في عام 170 ه. عمل صندوق على قبره: بعد أن ظل القبر مخفيا منذ وفاته (عليه السلام) سنة 40 ه وحتى انقضأ دولة بني أمية عام 132 ه، وفي تلك الفترة ظل القبر الشريف سرا مكتوما، وكنزا مصونا لم يطلع عليه غير أولاده: والخواص من شيعتهم، وبقي هذا الحال حتى انقضت الدولة الاموية، وأنطوت صحائف أعمالها بما فيها من فضائح ومخاز مما أرتكبوه في حق أهل البيت وشيعتهم، وبعد ظهور دولة بني العباس، ظهر السر المكتوم وعرف موضع الكنز المصون، وذهب ماكان يحذره العلويون من أعدائهم وشانئيهم، فدلوا عليه بعض شيعتهم وجعلوا يترددون عليه لزيارته، ويتعاهدونه ليلا ونهارا، ولم يكن إذ ذاك إلا اكمة أو ربوة قائمة، فصار ظاهرا للعيان، وازداد إقبال الناس عليه. وفي هذا الحال كثرت الاخبار في تعيينه وتحديد موضعه، فمنهم من يثبته ومنهم من ينفيه، حتى أراد أبو جعفر المنصور ان يتأكد من صحة دفنه (عليه السلام) في موضعه المعروف، أمر أحد مواليه بالذهاب معه ________________________________________ (1) معجم البلدان 4: 198 - 199. ________________________________________