[ 11 ] على ألسنتهم (1). اما موقع النجف، فإنها تقع على حافة الهضبة الغربية في العراق، وتبعد عن فرات الكوفة ما يقرب من عشرة كيلومترات من غربي الكوفة، في مرتفع يطل من الشمال والشرق على منبسط فسيح، ويطل من الغرب على واد رحب ربما كان فيما غبر من أزمان التاريخ بحيرة جفت ونضبت (2). ولارتفاع النجف وإطلالها على الرحاب والسهول، كانت ايام الساسانيين والمناذرة والعباسيين، منتزها يقصدونه في الربيع، ويشير الى ذلك المسعودي وهو يتحدث عن الحيرة قال: وكانت قصور العباسيين مشرفة على النجف يتنزه بها أيام الربيع (3). والنجف في أقليم حسن التربة، معتدل الحرارة والبرودة، لم يلحق الحجاز في حره، ولا الجهات الشمالية في بردها وهو العراق، وقد ذكره الحموي فقال: (هو أعدل أرض العراق هوأ وأصحها مزاجا ومأ، فلذلك كان أهل العراق هم أهل العقول الصحيحة، والارأ الراجحة والشهوات المحمودة، والشمائل الظريفة، والبراعة في كل فن وصناعة مع اعتدال الاعضأ، واستوأ الاخلاط، وسمرة الالوان، وهم الذين أنضجتهم الارحام) (4). ________________________________________ (1) علل الشرائع: 31 / 1 باب 26. (2) عن أبى عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: أن النجف كان جبلا، وهو الذي قال ابن نوح. (ساوي الى جبل يعصمني من الماء) ولم يكن على وجه الارض أرض أعظم منه.. وصار بعد ذلك بحرا عظيما وكان يسمى ذلك البحر (بحرني) ثم جف بعد ذلك، فقيل (ني جف) فسمي (نيجف) ثم صار الناس بعد ذلك يسمونه (نجف) لانه كان أخف على ألسنتهم انظر: موسوعة العتبات المقدسة (قسم النجف) 6: 77. (3) مروج الذهب 2: 81. (4) معجم البلدان 4: 95 ________________________________________