[ 28 ] مهمات اهل الصفاء وذوي الوفاء والمخلصين في الولاء، وفي هذا العشر كان اكثر اجتماع الاعداء على قتل ذرية سيد الانبياء صلوات الله عليه وآله، والتهجم بذلك على كسر حرمة الله جل جلاله مالك الدنيا والآخرة، وكسر حرمة رسوله عليه السلام صاحب النعم الباطنة والظاهرة، وكسر حرمة الاسلام والمسلمين ولبس اثواب الحزن على فساد امور الدنيا والدين. فينبغي من اول ليلة من هذا الشهر ان يظهر على الوجوه والحركات والسكنات شعار آداب اهل المصائب المعظمات في كلما يتقلب الانسان فيه، وان يقصد الانسان بذلك اظهار موالات اولياء الله ومعاداة اعاديه وتفصيل ذلك موجود في العقول ومشروح في المنقول. أقول: فمن الاحاديث عن ائمة المعقول الذي يصدق فيها المنقول للمعقول ما رويناه بعدة طرق الى الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه من اماليه باسناده عن ابراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا عليه السلام: ان المحرم شهر كان اهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا وهتكت فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، واضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله حرمة في أمرنا. ان يوم الحسين اقرح جفوننا واسبل دموعنا واذل عزيزنا، بارض كرب وبلاء (1)، واورثتنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام. ثم قال: كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت الكآبة (2) تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة ايام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام (3). ________________________________________ 1 - يا ارض كرب وبلاء اورثتنا (خ ل). 2 - الكآبة: الحزن. 3 - امالي الصدوق: 111. ________________________________________