[ 29 ] ومن المنقول من امالي محمد بن علي بن بابويه رضوان الله جل جلاله عليه ما رويناه ايضا باسناده الى الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا عليه السلام في اول يوم من المحرم، فقال لي: يا بن شبيب أصائم انت ؟ فقلت لا، فقال: ان هذا اليوم هو الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عز وجل، فقال: (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء) (1)، فاستجاب الله له وأمر ملائكته فنادت: زكريا، وهو قام يصلي في المحراب: (ان الله يبشرك بيحيى مصدقا)، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب له كما استجاب لزكريا عليه السلام. ثم قال: يا بن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان اهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها صلوات الله عليه وآله، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نسائه وانتهبوا (2) ثقله، فلا غفر الله ذلك لهم ابدا. يا بن شبيب ان كنت باكيا فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فانه (3) ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من اهل بيته ثمانية عشر رجلا مالهم في الأرض مشبهون، ولقد بكت السماوات والارضون لقتله، ولقد نزل الى الارض من الملائكة اربعة آلاف لينصروه، فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث (4) غبر الى ان يقوم القائم، فيكونون من انصاره وشعارهم: يا آل ثارات الحسين (5). يا بن شبيب لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام انه لما قتل جدي الحسين عليه السلام امطرت السماء دما وترابا أحمر، يا بن شبيب ان بكيت على الحسين عليه السلام حتى يصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب اذنبته، صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا، يا بن شبيب ان سرك ان تلقى الله عز وجل ولا ذنب ________________________________________ 1 - آل عمران: 38. 2 - النهب: الغارة. 3 - فابك للحسين فانه (خ ل). 4 - الشعث - ككتف - المغبر الرأس، الشعث - بالفتح - انتشار الأمر وخلله. 5 - اصله يا آل ثارات، حذفت الهمزة من الآل للتخفيف، فصار يا لثارات. ________________________________________