[ 325 ] فإذا بهم الشصائب 1 والنقم واخذ من جميعهم بالكظم تلافى الله دينه وراش 2 عباده من بعدما قنطوا برجل من ذرية نبيهم احمد ونجله، يأتي الله عز وجل به من حيث لا يشعرون، وتصلى عليه السماوات وسكانها وتفرح به الأرض وما عليها من سوام 3 وطائر وانام، وتخرج له امكم - يعنى الأرض - بركتها وزينتها وتلقى إليه كنوزها وافلاذ كبدها، حتى تعود كهيئتها على عهد آدم عليه السلام، وترفع عنهم المسكنة والعاهات في عهده والنقمات التى كانت تضرب بها الامم من قبل، وتلقى في البلاد الامنة وتنزع حمة كل ذات حمة، ومخلب كل ذى مخلب، وناب كل ذى ناب، حتى ان الجويرية اللكاع لتعب بالافعوان 4، فلا يضرها شيئا، وحتى يكون الاسد في الباقر 5 كأنه راعيها، والذئب في البهم 6 كأنه ربها. ويظهر الله عبده على الدين كله فيملك مقاليد الاقاليم الى بيضاء الصين 7، حتى لا يكون على عهده في الأرض أجمعها الا دين الله الحق ارتضاه لعباده وبعث به آدم بديع فطرته واحمد خاتم رسالته ومن بينهما من أنبيائه ورسله. فلما أتى العاقب على اقتصاصه هذا أقبل عليه حارثة مجيبا فقال: اشهد بالله البديع يا ايها النبيه الخطير والعليم الأثير لقد ابتسم الحق بقلبك واشرق الجنان بعدل منطقك وتنزلت كتب الله التى جعلها نورا في بلاده وشاهدة على عباده بما اقتصصت من سطورها حقا، فلم يخالف طرس 8 منها طرسا ولا رسم من آياتها رسما فما بعد هذا. قال العاقب: فانك زعمت زعمة اخا قريش 9 فكنت بما تأثر من هذا حق غالط، ________________________________________ 1 - الشصائب: الشدائد. 2 - أي أصلح. 3 - السوام: الوحوش. 4 - الافعوان: ذكور الأفاعى. 5 - الباقر: جماعة البقر. 6 - البهم: الولاد الضأن. 7 - بيضاء الصين: كورة بالمغرب. 8 - الطرس: الصحيفة. 9 - زعمت اخا قريش (خ ل). ________________________________________