[ 318 ] الظاهر يظهر على جميع الملكات والأديان، ويبلغ ملكه ما طلع عليه الليل والنهار، وذلك ياحار أمل من ورائه أمد ومن دونه أجل، فتمسك من دينك بما تعلم وتمنع لله أبوك من أنس متصرم بالزمان أو لعارض من الحدثان، فانما نحن ليومن ولغد أهله. فأجابه حارثة بن اثال فقال: ايها 1 عليك ابا قرة، فانه لا حظ في يومه لمن لادرك له في غده، واتق الله تجد الله جل وتعالى بحيث لا مفزع الا إليه، وعرضت مشيدا بذكر أبى واثلة، فهو العزيز المطاع الرحب الباع، واليكما معا ملقى 2 الرحال، فلو أضربت التذكرة عن أحد لتبزين 3 فضل لكنتماه، لكنها ابكارا لكلام 4 تهدى لأربابها، ونصيحة كنتما أحق من أصغى بها، انكما مليكا ثمرات قلوبنا، ووليا طاعتنا في ديننا. فالكيس الكيس يا أيها المعظمان عليكما به، أريا مقاما يذهكما نواحيه واهجر سنته التسويف 5 فيما انتما بعرضة، آثر الله فيما كان يؤثركما بالمزيد من فضله، ولا تخلدا فيما اظلكما الى الونيه 6، فانه من اطال 7 عنان الأمر اهلكته الغرة، ومن اقتعد مطية الحذر كان سبيل أمن من المتألف، ومن استنصح عقله كانت العبرة له لابه، ومن نصح لله عز وجل انسه الله جل وتعالى بعز الحياة وسعادة المنقلب. ثم أقبل على العاقب معاتبا فقال: وزعمت أبا واثلة ان راد ما قلت اكثر من قائله، وانت لعمرو الله حرى الا يؤثر هذا عنك، فقد علمت وعلمنا امة الانجيل معا بسيرة ما قام به المسيح عليه السلام في حواريه، ومن آمن له من قومه، وهذه منك فقة 8 لا يد حضها 9 الا التوبة والاقرار بما سبق به الانكار. ________________________________________ 1 - ايها - بالكسر منونا وغير منون - يقال تسكينا لمن استزاد في كلامه يراد بذلك كفه عن الكلام. 2 - يلقى (خ ل). 3 - بزز الرجل: فاق على اصحابه. 4 - ابكار الكلم، ابكارا لكلمه (خ ل). 5 - ار مقاما بذهكما بواحيه واهجر التسويف (خ ل). 6 - ونيت في الأمر: خففت. 7 - اطاع (خ ل). 8 - فهة: السقط. 9 - الدحض: غسل الثوب والجسد. (*) ________________________________________