[ 368 ] عبادته، ومن عيوب الاعمال التي تفسد العمل وتخرجه من طاعة الله جل جلاله الى معصيته، ومن ترتيب الابواب والفصول على وصف غريب في المأمول والمقبول، ومن ذكر اسانيد لبعض ما يستغرب من الروايات، ومن فضائل كانت مستورة للعبادات، ومن تعظيم الله جل جلاله تعظيما يستصغر معه عمل كل عامل، ومن تعظيم لرسوله صلوات الله عليه وآله يعرف به قدر حقه الكامل ومن تعظيم لنوابه صلوات الله عليهم بما لم نجد مثله مجتمعا في كتب الاواخر والاوائل، وإذا وقفت على ما اشتمل عليه، وجدت تحقيق ما اشرنا إليه. فصل: مع انني اقول: ان الله جل جلاله انزل كتبه الشريفة وبعث رسله صلوات الله عليهم بالعبادات والسعادات المنيفة، وعلم ان اكثر عباده لا يقبلون ولا يعملون ولا ينتفع بذلك الا الاقلون، ولم يمنعه اعراض الاكثرين ولا جهل الجاهلين ولا معاندة الجاحدين من انزال الكتب وارسال المرسلين. ونحن على ذلك السبيل سائرون وبه مهتدون ومقتدون واليه ناظرون وبين يديه حاضرون، وله عاملون واليه داعون وبه راضون والى القدوم عليه صائرون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. فصل: واعلم انه لو كان علم انسان ان قماشا قد كسد بين العباد في بلد من البلاد حتى لا ينفق بينهم ولو بذل صاحبه فيه غاية الاجتهاد ويعلم انه يأتي يوم ينفق ذلك القماش فيه ويبلغ اليسير منه اضعاف ثمنه لطالبيه، فهل يمنعه من لم يعرف ما عرف مما يؤول حال القماش إليه (2) وتأليفه واحرازه والحرص عليه. ونحن على يقين ان لهذا الذي صنفناه وقت نفاق وميدان سياق وعقبات ندامات على التفريط في تحصيل القماش الذي رغبنا في جمعه ودعونا العباد الى نفعه. فصل: مع ان الذي عملنا هذا العمل لاجله قد كان سلفنا اجره اكثر من استحقاقنا على فعله واعطانا في الحال الحاضرة ما لم تبلغ امالنا الى مثله، ووعدنا وعد الصدق بما لا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين من فضله. فقد استوفينا اصناف اجرة ما صنفاه ووصفناه، ومهما حصل بعد ذلك إذا عمل ________________________________________