[ 369 ] عامل بمقتضاه ورغب فيما رغبناه فهو مكسب على ما وهبناه. ومثال ما ذكرناه ان يستأجر بعض الملوك بناء يبنى له دارا بحسب رضاه، ويسلم إليه اجرته اضعاف ما يستحقه على ما بناه، فان البناء لا يهم بسكنى الدار بعد فراغه منها، وليس عليه التوصل في ان يسكناها الناس أو يعرضوا عنها. فصل: ونحن كان مرادنا من هذا العمل امتثال امر مولانا جل جلاله في دعاء عباده الى مراده وتعظيم جلاله وحقوق اسعاده وارفاده وتعظيم رسوله صلوات الله عليه وآله ونوابه في بلاده وكان اقصى آمال هذه الاعمال ان يرضاها الله جل جلاله لخدمته، وان يرانا اهلا لعبادته، وان يشرفنا باثبات سمنا في الدعاة الى طاعته، وان يذكرنا في حضرة رحمته، ونرجو ان نكون قد ظفرنا بما هو جل جلاله اهله وشملنا حلمه وكرمه وفضله. فصل: الثماني مجلدات لم يكن لها عندي مسودات، على عادة من يريد التنصيف ويرغب في التأليف، وانما كان عندنا ناسخ نملي ما يجريه الله جل جلاله على خاطرنا من المقال، وما يفتحه على سرائرنا من ابواب الاقبال، أو نكتبه في رقيعات وينقله الناسخ في الحال. وأما ما كنا نحتاج الى روايته من الاخبار المنقولات أو نذكره من الدعوات، فتارة كنا نمليه على الناسخ من الكتاب الذي روينا عنه أو اخذناه منه. وتارة ندل الناسخ على المواضع التي نريد خدمة الله جل جلاله فضل اطرافها وتكميل اوصافها فينقلها من اصولها كما عرفناه من تحصيلها، فالمبيضة التي كتبها الناسخ هي مسودة المصنفات المذكورات. فان وجد فيها خلل فلعل ذلك لاجل هذه القاعدة المخالفة لعادات المصنفين. فصل: ويقول الآن العبد المملوك لمالك رقه والقادر على عتقه قد امتثلك مرسومك: اللهم فيما اعتمدت عليه مجتهدا بك في الاخلاص فيها هديتني إليه، وانا اعرضه بوسيلة رحمتك على ايدي من ذكرته فيه من خاصتك ومن لم اذكره من الوسائل الى موافقة ارادتك. ________________________________________