[ 367 ] الكتاب ما يدل على ما يعرفه الانسان من نفسه من سوء الآداب على مالك يوم الحساب. فروينا انه ينادي ملك من الله جل جلاله عند كل صلاة ايها الناس قوموا الى نيرانكم التي أو قدتموها على ظهوركم فاطفؤها بصلاتكم وانت تعلم ما بين الظهرين وبين العشائين من الوقت اليسير. ومع هذا فهذا الحديث يقتضى انه ما يسلم العبد فيما بين هذين الوقتين من حال يقتضي استحقاق النار وخطرها الكبير. فاعرض من عمل هذا الشهر السعيد عند آخر يوم منه عرض اعمال لئام العبيد على مولاهم العظيم المجيد وعرض اعمال اهل الاباق والتشرد والجفا على مالك ما عاملهم بغير الصفاء والوفاء وستر العيوب والتجاوز عن المعاجلة عن الذنوب. يقول سيدنا السيد الامام الاوحد البارع الورع الفاضل الكامل الفقيه العلامة، اوحد دهره وفريد عصره علامة الوقت رضي الدين ركن الاسلام شرف السادة جمال العارفين افضل المجتهدين، سند الطائفة بن البتول وقرة عيني الرسول، ذو الحسبين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس، اسعده الله بالاقبال والقبول وبلوغ المأمول بمحمد وآله: وهذا آخرها ما اقتضاه حكم الامتثال لمراسم الموفق لنا ومالك العناية بنا في ذكر الاقبال بالاعمال الحسنة فيما يعمل مرة واحدة كل سنة في هذا المجلد، من الفضل المجدد والثواب المخلد. وعسى ان يقول بعض اهل الكسالة والجاهلين بمعرفة مالك الجلالة وحقوق صاحب الرسالة والمحجوبين عن علم ما بين ايدي العباد من احوال الخاتمة واهوال المعاد ان في ايديهم المصباح وغيره من المصنفات ما ليس عندهم نشاط للرغبة إليه، فأي حاجة كانت الى زيادة عليه. فاقول: ان الذي اودعناه كتابنا هذا ما هو مجرد زيادات وعبادات، ولا كان المقصود جمع صلوات ودعوات، وانما ضمناه ما لم يعرف فيما وقفنا عليه المخالف والمؤالف مثل الذي هدانا الله جل جلاله بتصنيفه إليه من كيفية (1) معاملات الله جل جلاله بالاخلاص في ________________________________________