[ 366 ] يا هذا استأنف الاعمل عملا جديدا فقد غفر لك ما مضى وما تقدم من ذنوبك والجليل عز وجل يقول: لو كان ذنوبك عدد نجوم السماء وقطر الامطار وورق الاشجار وعدد الرمل والثرى وايام الدنيا لغفرتها لك وما ذلك على الله بعزيز بعد صيامك شهر شعبان (1). فصل (89) فيما نذكره مما يختم به شهر شعبان اعلم اننا ذكرنا في الجزء الخامس عند عمل كل شهر ما لا غني لمن يريد مراقبة الله جل جلاله عنه، وروينا اخبارا ان عمل كل شهر يرفع الى الله جل جلاله في آخر خميس منه، فينبغي الاجتهاد في آخر خميس من شعبان في تطهير سرائرك التي هي عيار الاعمال في الزيادة والنقصان والاعمال بالنيات وتستدرك فارطها وتتم نقصانها بغاية الامكان وتعرضها مع ما يصل الجهد إليه عرض الخائف من ردها عليه. فان لم يكن في اعمالنا الا ان نشاطنا لمطالبنا الدينوية واشتغالنا بشهواتها الطبيعية ارجح من مهمات الله جل جلاله ومن مراداته وفرحنا بقضاء حاجتنا الفانية اكثر من سرورنا بخدمة الله عز اسمه وطاعاته، وهذا سقم ظاهر لا ريب فيه وبعيد ان تخلو الاعمال من دواهيه. ويكون تسليم عملك آخر يوم خميس من شعبان الى الذين تعرض عليهم الاعمال في ذلك اليوم ثواب الرحمان ويسلمها إليهم، تسليم ضيفهم وعبدهم وضيعة رفدهم ورعيتهم الهارب من نفسه وهواه ومن عدل مولاه الى الدخول في ظلهم والتمسك باذيال مجدهم وفضلهم. ومع عرض الاعمال آخر خميس من هذا الشهر كما ذكرناه، فلا بد ان تعرضها في اجزاء الشهر عرضا آخر، بالاستظهار الذي حررناه، فلقد قدمنا في الجزء الأول من هذا ________________________________________ 1 - امالي الصدوق: 30، ثواب الاعمال: 87، عنهما البحار 97: 70. ________________________________________