[ 5 ] 2 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا. اقول: الظاهر ان اللام للاستغراق لان لكل أحد غفلة مادام في الدنيا فلا يبعد ان يعرض لارباب المكاشفة في تلك الحالة غفلة مناسبة لحاله كما اشير إليه قوله عليه الصلوة والسلام: انه ليغان على قلبى، الحديث، واصل الناس أناس لقولهم: إنس وإنسان حذفت همزته للتخفيف وجعل لام التعريف عوضا عنها: ولذلك لا يكاد يجمع بينهما، وقول الشاعر: ان المنايا يطلعن على الاناس الامنينا محكوم عليه بأنه شاذ مأخوذ من أنس لانهم يستأنسون بأمثالهم أو آنس بمعنى أبصر لانهم ظاهرون مبصرون. وقيل: انه مأخوذ من النسيان اومن ناس ينوس إذا تحرك، فعلى هذا لاهمزة فيه ولا حذف، وعلى القول بأنه من النسيان اصله، نسى، قلبت الياء مكان السين فصار نيسا، ثم قلبت ألفا فصار ناسا، واختلف في انه جمع أو اسم - جمع، ذهب صاحب الكشاف وتبعه القاضى الى انه اسم جمع، إذ لم يثبت فعال في أبنية - الجمع، والجوهري الى انه جمع، والنيام جمع نائم كالقيام جمع قائم، اصله نوام قلبت واوه ياء لكسرة ما قبلها، واما قاعدة ان الجمع يرد الاشياء الى أصولها، انما تدل على وجوب وجود الرد لا على بقاء الصيغة على اصل الحرف بعد الرد ألا ترى يقال في جمع دم دماء بعد الرد الى الواو ثم بقلبه الى الهمزة، ويمكن ان يقال: ان الياء المقلوبة عن الواو واو حكما كهمزة حمراء فانها الف تأنيث حكما لكونها مقلوبة منها ولهذا لا يقال في نسبته حمرائى لئلا يقع حرف التأنيث في الوسط بل حمراوى فان قلت: الواو المقلوبة من الهمزة المقلوبة من الف التأنيث حرف تأنيث حكما ________________________________________