[ 3 ] 1 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: لو كشف الغطاء (1) عنى ما ازددت يقينا (2) اقول: لو حرف شرط، والكشف الابانة، وههنها بمعنى الازالة، والغطاء ما يستر به الشئ، ولازدياد افتعال من الزيادة، واليقين هو الاعتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع. المعنى لو أزيل الحجاب عما يجب الايمان به من المغيبات كأحوال الاخرة مثلا اما بالموت أو بالمكاشفة لم يتطرق الزيادة في يقيني بل هو مستمر في جميع الازمان، ومستقر على ما كان، بلا زيادة ولا نقصان، ويتساوى معاينة المؤمن به ومغايبته. فان قيل: " ان " لو " لانتفاء الثاني بسبب انتفاء الاول فيلزم وقوع الزيادة ؟ قلنا: لن " لو " تستعمل لمعان ثلاثة، احدها - وهو الاصل ما ذكر، والثانى - الاستدلال بانتفاء الثاني على انتفاء الاول، ومنه قوله تعالى: لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا، والثالث - كون الجزاء لازم الوجود في جميع الازمنة في قصد المتكلم وهو المراد ههنا وذلك إذا علق الجزاء بنقيض ما يلائمه نحو قولك: لو أهنتني لا كرمتك، ومنه قوله عليه السلام: نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه. ________________________________________ (1) - في الهامش: " وفى الكلام استعارة مكنية وتخييلية وتبعية حيث شبه الامور المغيبة في خزائن علمة تعالى مضمرا في نفسه بالاشياء القيمية المحفوظة في المنازل الحصينة الرصينة في الرغبة والميلان مثل البيوت التى لها ابواب وستور يحفظ فيها الاموال النفسية وأثبت لها الغطاء الذى هو من لوازم المشبه به واعتبر الاستعارة اولا بين الكشف والازالة اصالة وبين فعلها تبعا منه ". (2) - في الحاشية: " وفى الرسالة القشيرية وقال الجنيد: اليقين هو استقرار العلم الذى لا ينقلب ولا يحول ولا يتغير في القلب، وقيل: اليقين زوال المعارضات، وقال بعضهم: اليقين هو المكاشفة وقال النووي: اليقين هو المشاهدة، منه ". ________________________________________