[ 249 ] لما كانت أمك حاملا بك وضربها الطلق واشتد عليها الامر دعت الله وقالت: اللهم سلمني من هذا المولود سالما كان اوهالكا فسبقت الدعوة بالنجاة فناديت من تحتها: لا اله الا الله يا اماه لم تدعين على ؟ - وعما قليل سيملكنى سيد يكون لى منه ولد ________________________________________ ذلك الكلام ما أبهر عقولهم وأخرس ألسنتهم وبقى القوم في دهشة من امرها، فقال أبو بكر: مالكم ينظر بعضكم الى بعض ؟ - قال الزبير: لقولها الذى سمعت، قال أبو بكر: ما هذا الامر الذى أحصر أفهامكم، انها جارية من سادات قومها ولم يكن لها عادة بما لقيت ورأت، فلاشك انها داخلها الفزع وتقول مالا تحصيل له، فقالت رميت بكلامك غير مرمى، والله ما داخلني فزع ولاجزع ووالله ما قلت، الا حقا ولا نطقت الا فصلا ولابد ان يكون كذلك، وحق صاحب هذه البينة ما كذبت، ثم سكتت وأخذ طلحة وخالد ثوبيهما وهى قد جلست ناحية من القوم. فدخل على ابن ابى طالب عليه السلام فذكروا له حالها فقال: هي صادقة فيما قالت وكان حالتها وقصتها كيت وكيت في حال ولادتها وقال: ان كل ما تكلمت به في حال خروجها من بطن امها هو كذا وكذا ذلك مكتوب على لوح معها، فرمت باللوح إليهم لما سمعت كلامه (ع) فقرؤوها على ما حكى على ابن ابى طالب (ع) لا يزيد حرفا ولا ينقص قال: فقال أبو بكر: خذها يا ابا الحسن بارك الله لك فيها. فوثب سلمان فقال: والله ما لاحد ههنا منة على امير المؤمنين بل لله المنة ولرسوله ولامير المؤمنين، والله ما اخذها الا بمعجزه الباهر وعلمه القاهر وفضله الذى يعجز عنه كل ذى فضل ثم قال المقداد: ما بال أقوام قد أوضح الله لهم الطريق للهداية فتركوه واخذوا طريق - العمى وما من قوم الا وتبين لهم فيه دلائل امير المؤمنين، وقال أبو ذر: واعجبا لمن يعاند الحق وما من وقت الا وينظر الى بيانه ايها الناس قد تبين لكم فضل أهل الفضل ثم قال: يا فلان اتمن على أهل الحق بحقهم وهم بما في يديك أحق وأولى.. ؟ - وقال عمار: اناشدكم بالله اما سلمنا على امير المؤمنين على ابن ابى طالب في حياة رسول الله (ص) بامرة المؤمنين، فزجره عمر عن الكلام فقام أبو بكر فبعث على (ع) خولة الى بيت اسماء بنت - عميس وقال لها: خذى هذه المرأة وأكرمي مثواها، فلم تزل خولة عند اسماء بنت عميس الى ان قدم أخوها فتزوجها على ابن ابى طالب عليه السلام. ________________________________________