[ 248 ] الحنفية وجيئ بها الى المدينة فلما وقفت بين يدى أبى بكر دنا إليها طلحة والزبير فوضعا عليها ثوبين، فنفرت من ذلك وقالت: ولست بعريانة فقيل لها: انهما يتزايدان فيك ويأخذك أحدهما من حقه، فقالت: لا يكون ذلك ولن يملكني الا من يخبرني بما قلته حين ولادتي، فنظر بعض القوم الى بعض متعجبين من قولها، فقال بعضهم: انما ذلك من دهشها وفزعها، فقالت: والله ما داخلني فزع ولا جزع وما قلت الا حقا ثم جلست ناحية، فلما حضر أمير المؤمنين على عليه السلام وقف ثم ناداها: يا خولة، فقالت، لبيك ووثبت فقال: ________________________________________ وانا على الباب وانت داخل الدار ؟ - قال: خبرني مولاى الباقر (ع) البارحة انك تسأله عن الحنفية في هذا اليوم وانا ابعثه اليك يا جابر بكرة غد وادعوك فقلت: صدقت، قال: سربنا فسرنا جميعا حتى اتينا المسجد فلما بصر مولاى الباقر (ع) بنا ونظر الينا قال للجماعة: قوموا الى الشيخ فاسألوه حتى ينبئكم بما سمع ورأى: فقالوا يا جابر هل راض امامك على بن ابى - طالب (ع) بامامة من تقدم ؟ - قال: اللهم، لا قالوا: فلم نكح من سبيهم إذا لم يرض بامامتهم ؟ - قال جابر: آه آه لقد ظننت أنى أموت ولا اسأل عن هذا إذ سألتموني فاسمعوا وعوا. حضرت السبى وقد ادخلت الحنفية فيمن ادخل فلما نظرت الى جمع الناس عدلت الى تربة رسول الله (ص) فرنت رنة وزفرت زفرة وأعلنت بالبكاء والنحيب ثم نادت: السلام عليك يارسول الله وعلى اهل بيتك من بعدك، هؤلاء امتك سبتنا سبى النوب والديلم، والله ما كان لنا إليهم من ذنب الا الميل الى اهل بيتك فجعلت الحسنة سيئة والسيئة حسنة فسبينا، ثم انعطفت الى الناس وقالت: لم سبيتمونا وقد أقررنا بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا (ص) رسول الله ؟ - قالوا: منعتمونا الزكوة، قال: هب ان الرجال منعوكم فما بال - النسوان ؟ - فسكت المتكلم كأنما القم حجرا. ثم ذهب إليها طلحة وخالد يرميان في التزويج إليها ثوبين فقالت: لست بعريانة فتكسواني، قيل انهما يريدان ان يتزايدا عليك فايهما زاد على صاحبه اخذك من السبى، قالت: هيهات والله لا يكون ذلك ابدا ولا يملكني ولا يكون لى ببعل الامن يخبرني بالكلام الذى قلته ساعة خرجت من بطن امى، فسكت الناس ينظر بعضهم الى بعض وورد عليهم من ________________________________________