[ 244 ] والاشارة في هذا الكلام الى صاحب الزنج وهو على بن محمد العلوى ويكنى بالبرقعي ________________________________________ ضمن ما قال (ص 290 من الطبعة الاولى): " والضمير في قوله (ع): كانى به لصاحب الزنج واسمع على بن محمد علوى النسب، والجيش المشار إليه هم الزنج، وواقعتهم بالبصرة مشهورة، واخبارهم وبيان أحوالهم وتفصيل واقعتهم يشتمل عليها كتاب منفرد في نحو من عشرين كراسة فليطلب علمها من هناك. واما وصف ذلك الجيش بالاوصاف المذكورة فلان الزنج لم يكونوا أهل - خيل ولا جند من قبل حتى يكون بالاوصاف المشار إليها، واثارتهم التراب بأقدامهم كناية عن كونهم حفاة في الاغلب مشققى الاقدام فهى من اعتياد الحفاء ومباشرة الارض كالخشب ونحوه فكانت مظنة اثارة التراب عوضا عن حوافر الخيل، ووجه شبهها بأقدام النعام ان أقدامهم في الاغلب قصار عراض منتشرة الصدور ومفرقات الاصابع فهى من عرضها لا يتبين لها طول فأشبهت اقدام النعام في بعض تلك الاوصاف. ثم اخبر بالويل لمحال البصرة ودورها المزوقة من اولئك واستعار لدورها لفظ الاجنحة واراد بها القطانيات التى تعمل من الاخشاب والبواري بارزة عن السقوف كالوقاية للمشارف والحيطان عن آثار الامطار وهى أشبه الاشياء في هيئتها وصورة وضعها بأجنحة كبار الطير كالنسور، وكذلك استعار لفظ خراطيم الفيلة للميازيب التى تعمل من الخوص على شكل خرطوم الفيل وتطلى بالقار يكون نحوا من خمسة اذرع وازيد تدلى من السطوح حفظا للحيطان اذى السيل ايضا وهى اشبه الاشياء في صورتها بخراطيم الفيلة. واما وصفه (ع) لهم بانه لا يندب قتيلهم ولا يفقد غائبهم، قال بعض الشارحين: ذلك وصف لهم بشدة البأس والحرص على الحرب والقتال وانهم لا يبالون بالموت ولا يأسفون على من فقد منهم، واقول: والاشبه ان ذلك لكونهم لا اصول لهم ولا اهل لاكثرهم من أم أو أخت أو غير ذلك ممن عادته ان ينوح ويندب قتيله ويفتقد غائبه لكون اكثرهم غرباء في البصرة ممن قتل منهم لا يكون له منهم من يندبه، ومن غاب لا يكون له من يفقده ". اقول: لهذا الكلام الشريف ذيل قد نقله السيد (ره) في نهج البلاغة وهو: " انا كاب الدنيا لوجهها، وقادرها بقدرها، وناظرها بعينها ". ________________________________________