[ 243 ] حمحمة خيل، يثيرون الارض بأقدامهم كأنها أقدام النعام، ويل لسككهم العامرة والدور المزخرفة التى لها أجنحة كأجنحة النسور وخراطيم كخراطيم الفيلة، من اولئك الذين لا يندب قتيلهم، ولا يفقد غائبهم (1). * (هامش) قالوا: ولذلك قال له عتبة بن ربيعة يوم بدر: يا مصفرا استه. فهذا مجموع ما ذكره المفسرون وما سمعته من افواه الناس في هذا الموضع. ويغلب على ظنى انه (ع) اراد معنى اخر، وذلك ان عادة العرب ان تكنى الانسان إذا ارادت تعظيمة بما هو مظنة التعظيم كقولهم: أبو الهول: أبو المقداد، وأبو المغوار، فإذا ارادت تحقيره والغض منه كنته بما يستحقر ويستهان به كقولهم في كنية يزيد بن معاوية أبو زنة، يعنون القرد، وكقولهم في كنية سعيد بن حفص البخاري المحدث، أبو الفار، وكقولهم للطفيلي: أبو لقمة، وكقولهم لعبد الملك: أو الذبان، لبخره، وكقول ابن بسام لبعض الرؤوساء: فانت لعمري أبو جعفر * ولكننا نحذف الفاء منه وقال ايضا: لئيم درن الثوب * نظيف القعب والقدر أبو النتن أبو الدفر * أبو البعر أبو الجعر فلما كان امير المؤمنين عليه السلام يعلم من حال الحجاج نجاسته بالمعاصى والذنوب التى لو شوهدت بالبصر لكانت بمنزلة الملتصق بشعر الشاء كناه أبو وذحة ويمكن ايضا ان يكنيه بذلك لدمامته في نفسه وحقارة منظره وتشويه خلقته فانه كان قصيرا دميما نحيفا اخفش العينين معوج الساقين قصير الساعدين مجدور الوجه اصلع الراس فكناه باحقر - الاشياء وهو البعرة. وقد روى قوم هذه اللفظة بصيغة اخرى فقالوا ايه ابا ودجة، قالوا: هي واحدة لاوداج، كناه بذلك لانه كان قتالا يقطع الاوداج بالسيف، ورواه قوم ابا وحرة وهى دويبة تشبه الحرباء قصيرة الظهر شبهه بها. وهذا وما قبله ضعيف، وما ذكرناه نحن اقرب الى الصواب ". (1) - قال ابن ميثم (ره) في شرحه على نهج البلاغة في شرح هذا الكلام ________________________________________