[ 242 ] الميال يأكل خضرتكم، ويذهب شحمتكم، ايه ابا وذحة. والمراد ههنا فتنة الحجاج، والوذحة الخنفساء، وسبب نسبته إليها انه كان جالسا يوما على سجادة له فإذا خنفساء قد أقبلت تدب إليه فقال: نحوا هذه فانها وذحة من وذح الشيطان. قال أهل اللغة: الوذحة ما تعلق بأصواف الضان من بعرها وبولها، وهذا الحكم غيبي. الحكم الخامس - قوله عليه السلام للاحنف وهو مما كان يخبر به عن الملاحم بالبصرة: يا احنف كأنى به وقد سار بالجيش الذى لا يكون له غبار ولا قعقعة لجم، ولا ________________________________________ فأخذها بيده وحذف بها فقرصته قرصا ورمت يده ورما كان فيه حتفه، قالوا: وذلك لان الله تعالى قتله بأهون مخلوقاته كما قتل نمرود بن كنعان بالبقة التى دخلت في أنفه فكان فيها هلاكه. ومنها - ان الحجاج كان إذا رأى خنفساء تدب قريبة منه يأمر غلمانه بابعادها ويقول: هذه وذحة من وذح الشيطان تشبيها لها بالبعرة، قالوا: وكان مغرى بهذا القول والوذح ما يتعلق بأذناب الشاة من ابعارها فيجف. ومنها - ان الحجاج قال وقد رأى خنفساوات مجتمعات: واعجبا لمن يقول: ان الله خلق هذه، قيل فمن خلقها ايها الامير ؟ - قال: الشيطان، ان ربكم لاعظم شأنا ان يخلق هذه الوذح قالوا: فجمعها على فعل كبدنة وبدن، فنقل قوله هذه الى الفقهاء في عصره فأكفروه. ومنها - ان الحجاج كان مثفارا وكان يمسك الخنفساء حيه ليشفى بحركتها في الموضع حكاكة، قالوا: ولا يكون صاحب هذه الداء الا شانئا مبغضا لاهل البيت، قالوا: ولسنا نقول: كل مبغض فيه هذا الداء وانما قلنا: كل من فيه هذا الداء فهو مبغض، قالوا: وقد روى أبو عمر الزاهد ولم يكن من رجال الشيعة في اماليه واحاديثه عن السيارى عن ابى خزيمة الكاتب قال: ما فتشنا أحدا فيه هذا الداء الا وجدناه ناصبيا، قال أبو عمر: واخبرني العطافى من رجاله قالوا: سئل جعفر بن محمد عليه السلام عن هذا الصنف من الناس فقال: رحم منكوسة تؤتى ولا تأتى، وما كانت هذه الخصلة في ولى الله تعالى قط ولا تكون ابدا وانما تكون في الكفار والفساق والناصب للطاهرين وكان أبو جهل عمر بن هشام المخزومى من القوم وكان اشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وآله ________________________________________