[ 241 ] لا حارس لها ولاخالف عليها، ولهمت كل امرئ منكم نفسه لا يلفت الى غيرها ولكنكم نسيتم ما ذكرتم، وامنتم ما حذرتم، فتاه عنكم رأيكم، وتشتت عليكم امركم، ولوددت ان الله فرق بينى وبينكم وألحقني بمن هو أحق بى منكم، قوم والله ميامين الرأى، مراجيح - الحلم، مقاويل بالحق، متاريك للبغي، مضوا قدما على الطريقة، وأوجفوا على المحجة، فظفروا بالعقبى الدائمة، والكرامة الباردة، اما والله ليسلطن عليكم غلام ثقيف الذيال ________________________________________ (الى ان قال) ثم بين لهم بعض ما سيلحقهم من الفتن العظيمة مما طوى عنهم غيبه، وهى فتنة الحجاج بن يوسف بن الحكم بن ابى عقيل بن عامر بن معتب بن مليك بن كعب بن الاخلاف قوم من ثقيف (الى ان قال) ثم قال: ايه ابا وذحة وكلمة ايه اسم من اسماء فعل الامر يستدعى به الحديث المعهود من الغير ان سكنت، وان نونت كانت لاستدعاء قول أو فعل ما، وقيل: التسكين للوقف والتنوين للدرج. وأما تلقيبه (ع) له بأبى وذحة فروى في سبب ذلك انه كان يوما يصلى على سجادة له فدبت إليه خنفساء فقال: نحوها عنى فأنها وذحة من وذح الشيطان. وروى انه قال: قاتل الله قوما يزعمون ان هذه من خلق الله فقيل له: مما هي ؟ - فقال: من وذح ابليس وكأنه شبهها بالوذحة المتعلقة بذنب الشاة في حجمها أو شكلها فاستعار لها لفظها، ونسبته لها الى ابليس لاستقذاره اياها واستكراهه لصورتها، أو لانها تشوشه في الصلوة وروى أبو على بن مسكويه: انه نحاها بقصبة وقال: لعنك الله وذحة من وذح الشيطان ونقل بعض الشارحين ودجة (بالدال والجيم) وكنى ذلك عن كونه سفاكا للدماء قطاعا للاوداج وفيه بعد ". قال ابن ابى الحديد فيما قال في شرحه (ج 2، ص 257 من طبعة مصر): " قال الرضى - رحمه الله - والوذحة الخنفساء ولم أسمع هذا من شيخ من اهل الادب ولا وجدته في كتاب من كتب اللغة ولا ادرى من اين نقل الرضى رحمه الله ذلك ؟ ! ثم ان المفسرين بعد الرضى - رحمه الله - قالوا في قصة هذه الخنفساء وجوها منها - ان الحجاج رأى خنفساء تدب الى مصلاه فطردها، فعادت ثم طردها، فعادت ________________________________________