[ 240 ] وكان من أحوال البصرة وموت أهلها بالطاعون وغير ذلك ما كان كما هو مشهور من قصصها وذلك يدل على اطلاعه عليه السلام على ما لم يكن قبل كونه. الحكم الرابع - قوله عليه السلام: ولو تعلمون ما أعلم مما طوى عنكم غيبه إذا لخرجتم الى الصعدات تبكون على اعمالكم (1) وتلتدمون على انفسكم، ولتركتم أموالكم ________________________________________ اهلك بالموت الاحمر والجوع الاغبر، قيل فالموت الاحمر اشارة الى قتلهم بالسيف من قبل الزنج أو من قبل غيرهم ووصفه بالحمرة كناية عن شدته وذلك ان اشد الموت ماكان بسفك الدم اقول: وقد فسره (ع) بهلاكهم من قبل الغرق كما نحكيه عنه وهو ايضا في غاية الشدة لاستلزامه زهوق الروح (وكذلك وصف الاغبر لان اشد الجوع ما اغبر معه الوجه وغير السحنة الصافية لقلة مادة الغذاء أو رداءته فلذلك سمى اغبر وقيل: لانه يلصق بالغبراء وهى الارض. وقد اشار عليه السلام الى هذه الفتنة في فصل من خطبة خطب بها عند فراغه من حرب البصرة وفتحها وهى خطبة طويلة حكينا منها فصولا تتعلق بالملاحم من ذلك فصل يتضمن حال غرق البصرة فعند فراغه من ذلك الفصل قام إليه (الى آخر ما ذكره، وهو طويل لا يسعه المقام فمن اراده فيطلبه من هناك) ". (1) - قال الشريف الرضى (ره) بعد نقله في باب الخطب من نهج البلاغة (انظر شرح نهج البلاغة لابن ميثم ص 280 من الطبعة الاولى): " اقول: الوذحة الخنفساء وهذا القول يومى به الى الحجاج وله مع الوذحة حديث ليس هذا موضع ذكره " قال ابن ميثم في شرحه: " الصعدات جمع صعيد وهو وجه الارض، واللدم والالتدام ضرب الوجه ونحوه،. ورأى ميمون مبارك وقدما بضم القاف والدال اي تقدموا ولم ينثنوا، والوجيف ضرب من السير فيه قوة والوذحة كما قيل: انها كنيه للخنفساء، ولم ينقل ذلك في المشهور من كتب اللغة وانما المشهور انها القطعة من بعر الشاة تنعقد على اصواف اذنابها وتتعلق بها وهذا الفصل من خطبة له بالكوفة يستنهض فيها اصحابه الى حرب الشام ويتبرم من تقاعدهم عن صوته. ________________________________________