[ 12 ] نضج غاية النضج وصفا فتولد منه الروح النفساني ولذلك اعدت هذه الشبكة لانضاج هذا الروح وتصييره روحا نفسانيا حتى استعدت به القوى المذكورة للادراك والتحرك فسبحان ناظم الوجود أحكم الحاكمين. الفصل الثاني في النفس الانسانية والفلكية، وفيه ابحاث: البحث الاول في ماهيتهما (1) وبراهين وجودهما (2) اما الماهية على ما يعم النفسين فقيل: انها جوهر غير المادة وغير موجود فيها من شأنه ان يحرك الاجسام ويدرك الاشياء، فإذا اردنا تخصيصها بالفلك قلنا: بالفعل، وإذا اردنا تخصيصه بالانسان قلنا: ويتهيأ لادراك الاشياء، فاحترزنا بالجوهر عن واجب الوجود والاعراض التسعة وبقولنا، غير المادة وغير موجود فيها، عنها وعن سائر الامور المادية، وبقولنا: يتهيا لادراك الاشياء، في الانسانية، عن الفلكية والعقول المجردة، لان كمالاتها حاصلة لها بالفعل من حيث هي: وبقولنا: في الفلكية، عن الانسانية، إذ كمالاتها في الاصل قوية وانما يحصل لها بالفعل بعد تمام استعداداتها لها. واما برهان وجود النفس الانسانية فمن وجهين: الاول - لو كانت القوة العاقلة جسما أو جسمانيا لضعفت بضعف البدن لان القوى الجسمانية في ذاتها وجميع كمالاتها الى اعتدال مزاج الجسم فوجب ان يضعف بضعفه لكن التالى باطل لان الفكر الكثير سبب لضعف الدماغ ولكمال النفس ولان القوة العاقلة تقوى بعد الاربعين مع اخذ البدن في النقصان فوجب ان يكون المقدم باطلا. الثاني - من طريق السمع قوله تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا ________________________________________ (1) - د: " ماهيتها ". (2) - ج د: " وجودها ". ________________________________________