[ 13 ] بل احياء عند ربهم يرزقون (1) وقوله عليه السلام في بعض خطبه: حتى إذا حمل الميت على نعشه رفرفت روحه فوق النعش وتقول: يا اهلى ويا ولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بى، وجه الاستدلال ان نقول: لا شئ من الانسان المقتول والمتكلم بميت بمقتضى الاية والخبر وكل بدن وقوة فيه فميتة بالضرورة ينتج من الشكل الثاني لا شئ من الانسان ببدن ولا قوة فيه بالضرورة وهو (2) المعنى بالجوهر المجرد وعلى هذا المطلوب ادلة كثيرة عقلية ونقلية آثرنا تركها مراعاة للاختصار وهى مذكورة في المطولات. واما برهان وجودها للفلك فقالوا: لاشك ان الفلك متحرك بالاستدارة فحركته اما ان تكون طبيعية أو قسرية أو ارادية فالقسمان الاولان باطلان فتعين (3) الثالث، وانما قلنا: انها ليست طبيعية، لان كل وضع ونقطة متوجه إليها الحركة بالطبع فهى مفارقة لها بالطبع فالمطلوب بالطبع مهروب عنه بالطبع هذا خلف، وانما قلنا: انها ليست قسرية، لان القسر هو ما يكون على خلاف الطبع وحيث لاطبع فلا قسر (4) فبقى ان تكون ارادية فلها إذا ميل مستدير ارادي، وكل فاعل بالارادة فلابد وان يكون له شعور بفعله فللا فلاك قوة على الادراك والفعل وهى النفس، والمشاؤن (5) على ان تلك النفس جسمانية والشيخ على ان ما وراء ما اثبتوه للفلك من النفس نفس مجردة حجته ان الحركة الفلكية انما هي للتشبه بالعقول المجردة والتشبه بالشئ يستدعى ادراكه والمدرك للمجرد مجرد فللفلك نفس مجردة منتقشة بالعلوم الكلية والجزئية على الوجه الكلى نقشا فعليا وكذلك العقول المشبهة لها (6) وتحقيق هذه المقدمات وحل الشكوك التى تتوجة عليها (7) غير لائق بموضعنا فليطلب من مظانه. ________________________________________ (1) - آية 169 سورة آل عمران. (2) - ب د " وهى ". (3) - ج د: " فبقى. (4) - اب: " وحيث لا قسر فلا طبع ". (5) في هامش نسخة ا: " المشاؤون اصحاب المعلم الاول ". (6) - ب: " المتشبهة بها ". (7) - كذا في النسخ والصحيح: إليها. ________________________________________