[ 11 ] شوقا فانها تبعث عن القوى المدركة اما الى طلب بحسب ادراك الملائمة في الشئ اللذيذ أو النافع سواء كان ادراكا مطابقا أو غير مطابق وتسمى شهوة واما الى دفع ومقاومة لادراك منافاة في الشئ المكروه أو الضاد وتسمى غضبا وتليها القوة المحركة الفاعلة وهى قوة تنبعث في الاعصاب والعضلات من شأنها تشنيج العضلات لجذب الاوتار والرباطات وارخائها وتمديدها وهى المسماة بالقدرة وهى بالحقيقة المحركة وما عداها فيجرى مجرى الامر الباعث باشارته والله الموفق. البحث السادس في الارواح الحاملة لهذه القوى واعلم ان لكل واحدة من القوى المدركة والمحركة روحا يختص به هو الحامل له تسمى روحا نفسانيا وتولده من (1) بطون الدماغ وينفذ في شظايا العصب الى سائر البدن ويقوم القوى النفسانية وينصب الى آلاتها ويحفظها على حالها وتولده يكون من جسم آخر يسمى روحا حيوانيا يتولد في القلب من بخار الدم الصافى اللطيف النقى ومن الهواء الداخل للاستنشاق وكيفية تولد النفساني عنه ان الروح الحيوانى يصعد من القلب الى الدماغ في العرقين الضاربين المعروفين بعرقي السبات (2) الصائرين الى الدماغ وينفذان الى القحف الى الموضع المعروف بقاعدة الدماغ وينقسمان هناك بضروب من القسم (3) ويكثر ما يتفرع منهما (4) من العروق فيصير بعضها فوق بعض ويخالط بعضها بعضا ويلتوى (5) بعضها على بعض ويشتبك حتى ينتسج من ذلك (6) نسيجة تشبه الشبكة ثم بعد انتساجها يصير منها عرقان ضاربان شبيهان بالاولين ويصعدان الى فوق هذا الموضع فيتفرقان (7) فيه فإذا صعد الروح الحيوانى من القلب وصار في هذه النسيجة وجال في عروقها ومكث طويلا ________________________________________ (1) - ب: " في ". (2) - " كذا ". (3) - ب: " القسمة ". (4) - د: " منها ". (5) - ا ج: " يستولى ". (6) - الساقط من النسخة الثالثة كما اشرنا إليه في الصفحة الاولى كان الى هنا. (7) - ج د: " فيفرقان " ولعل الصحيح: " فيفترقان ". ________________________________________