[ 586 ] حتى أمسى فاذهب الى عزة فصرت به الى منزلي فاقام عندي حتى كان العشاء ثم أرسلني إليها واعطاني خاتمه وقال إذا سلمت فستخرج اليك جارية فادفع إليها خاتمي واعلمها مكاني فجئت بيتها فسلمت فخرجت الى الجارية فاعطيتها الخاتم فقالت أين الموعد قلت صخيرات أبى عبيدة الليلة فوعدته هناك فخرجت إليه فاعلمته فلما أمسى قال لى انهض بنا فنهضنا فجلسنا هناك نتحدث حتى جانب من الليل فجاءت فجلست فتحدثا فاطالا فذهبت لأقوم فقال لى الى أين تذهب قلت اخليكما ساعة لعلكما تتحدثان ببعض ما تكتمان فقال لى اجلس فوالله ما كان بيننا شئ قط فجلست وهما يتحدثان حتى اسحرنا ثم قامت وأنصرفت وقمت انا وهو فظل عندي حتى أمسى ثم انطلق. وكان كثير بمصر وعزة بالمدينة فاشتاق إليها فسافر ليلقاها فصادفها في الطريق وهى متوجهة الى مصر فجرى بينهما كلام طويل الشرح ثم انها انفصلت عنه وقدمت مصر ثم عاد كثير الى مصر فوافاها والناس منصرفون عن جنازتها فاتى قبرها واناخ راحلته ومكث ساعة ثم رحل وهو يقول ابياتا منها: أقول ونضوى واقف عند قبرها * عليك سلام الله والعين تسفح وقد كنت ابكى من فراقك حيه * وأنت لعمري اليوم انأى وانزح ولكثير مع عزة أخبار كثيرة اقتصرنا منها على هذا المقدار خشية من الأطالة. وكان كثير شيعيا " شديد التشيع وكان آل مروان يعلمون بمذهبه فلا يغيرهم ذلك له لجلالته في عيونهم ولطف محله في انفسهم. وحدث ابن قتيبة قال بلغى ان كثيرا " دخل على عبد الملك بن مروان فسأله عن شئ فاخبره به فقال أو حق على بن أبى طالب انه كما ذكرت فقال يا أمير المؤمنين لو سألتنى بحقك لصدقتك قال لا اسألك إلا بحق أبى تراب فحلف له به فرضى ولما عزم عبد الملك على الخروج إلى حرب الزبير أنشدته زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية ان لا يخرج بنفسه ويبعث غيره فابى فلم تزل تلح عليه ________________________________________