[ 587 ] في المسألة وهو يمتنع من الاجابة فلما يئست منه بكت وبكى من حولها من جواريها وحواشيها فقال عبد الملك قاتل الله كثيرا كأنه رأى موقفنا هذا حين قال: إذا ما أراد الغزو لم يثن همه * فتاة عليها نظم در يزينها نهته فلما لم تر النهى عاقه * بكت فبكى مما شجاها قطينها ثم عزم عليها ان تقصر فاقصرت وخرج لقصده فنظر إلى كثير في ناحية عسكره يسير مطرقا " فدعا به وقال أنى لأعرف ما اسكتك والقى عليك ثبك فإن اخبرتك عنه أتصدقي قال نعم قال وحق أبى تراب إنك تصدقي قال والله لأصدقنك قال لا أو تحلف به فحلف به فقال تقول رجلان من قريش يلقى أحدهما صاحبه فيحاربه القاتل والمقتول في النار فما مغنى سيرى مع أحدهما ولا آمن سهما عائرا لعله ان يصيبني فيقتلني فاكون معهما قال والله يا أمير المؤمنين ما أخطأت قال فارجع من قريب وأمر له بجائزة. وفى رواية انه دعا به فقال ذكرت الساعة بيتين من شعرك فإن أصبت ما هما فلك حكمك فقال نعم أردت الخروج فبكت عاتكة وبكى حشمها فذكرت قولى: (إذا ما أراد العزم) وذكر البيتين فقال أصبب فاحتكم فاعطاه ما أراد ثم نظر إليه عبد الملك يسير في عرض الموكب متفكرا " فقال على يابن ابى جمعة فقال ان عرفتك في أي شئ كنت تفكر فلى حكمي فقال نعم قال كنت تقول انا في شر حال خرجت في جيش من أهل النار ليس على ملتى ولا مذهبي يسير إلى رجل من أهل النار ليس على ملتى ولا على مذهبي يلتقى الخيلان فتصيبني سهم غرب فاتلف فما هذا فقال والله يا أمير المؤمنين ما أخطأت ما كان في نفسي فاحتكم قال حكمي ان أصلك في عشرة الآف درهم وادرك إلى منزلك فأمر له بذلك. وحدث حفص الأمدى قال: كنت أختلف إلى كثير اتروى شعره قال فوالله إنى لعنده يوما " إذ وقف عليه واقف فقال قتل آل المهلب بالعقر فقال ما اجل الخطب ضحى آل أبى سفيان بالدين يوم الطف وضحى بنو مروان بالكرم ________________________________________