[ 548 ] قال الشريف المرتضى رضى الله عنه في الغرر والدرر وكان الفرزدق شيعيا " مائلا إلى بنى هاشم. ولما خرج الحسين من مكة قاصدا " الكوفة سنة احدى وستين من الهجرة ووصل الشقوق إذا هو بالفرزدق قد وافاه هناك فسلم عليه ثم دنا منه وقبل يده فقال له الحسين " ع " من أين أقبلت يا ابا فراس قال من الكوفة قال كيف تركت أهل الكوفة قال خلفت قلوب الناس معك وسيوفهم مع بنى أمية عليك وقد قل الديانون والقضاء ينزل من السماء والله يفعل في خلقه ما يشاء. وفى رواية عن الفرزدق انه قال لقيني الحسين " ع " في منصر في من الكوفة فقال ما وراءك يا ابا فراس قلت اصدقك قال الصدق أريد قلت أما القلوب فمعك وأما السيوف فمع بنى أمية والنصر من الله قال " ع " ما أراك إلا صدقت الناس عبيد المال والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت به معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون. وفى رواية عنه أيضا انه قال حججت بامى في سنة ستين فبينا انا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم إذ لقيت الحسين " ع " خارجا " من مكة معه أسيافه وأتراسه فقلت لمن هذا القطار فقيل للحسين بن على " ع " فأتيته وسلمت عليه وقلت له بلغك الله سؤلك واملك فيما تحب بابى أنت وأمى يابن رسول الله ما أعجلك فقال لو لم أعجل لأخذت ثم قال لى من أنت قلت انا أمرؤ من العرب فلا والله ما فتشني عن اكثر من ذلك ثم قال اخبرني عن الناس خلفك فقلت الخبير سألت قلوب الناس معك وسيوفهم عليك والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء قال صدقت لله الأمر وكل يوم ربنا في شأن إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على اداء الشكر وان حال القضاء دون الرجاء فلا يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته فقلت له أجل بلغك ما تحب وكفاك ما تحذر وسألته عن أشياء من نذر ومناسك فاخبرني بها وحرك راحلته وقال السلام عيك ثم افترقنا. ________________________________________