[ 549 ] وفى رواية ان الفرزذق قال له يابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلما " فترحم عليه وقال اما انه قد صار إلى رحمة الله ورضوانه وقضى ما عليه وبقى ما علينا وانشد عليه السلام: فان تكن الدنيا تعد نفيسة * فان ثواب الله أعلى وانيل وان تكن الابدان للموت انشأت * فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل وان تكن الارزاق قسما " مقدرا " * فقلة جهد المرء في الكسب اجمل وان تكن الاموال للترك جمعها * فما بال متروك به المرئ يبخل ثم ودعه الفرزدق في نفر من أصحابه ومضى يريد مكة فقال له ابن عم له من بنى مجاشع يا ابا فراس هذا الحسين بن على " ع " فقال له الفرزدق نعم هذا الحسين بن على وابن فاطمه الزهراء بنت محمد المصطفى هذا والله ابن خيرة الله وأفضل من مشى على الارض وقد كنت قلت فيه قبل اليوم أبياتا غير متعرض لمعروفه بل أردت بذلك وجه الله والدار الآخرة فلا عليك ان تسمعها فقال ابن عمه ان رأيت ان تسمعنيها يا ابا فراس فقال قلت فيه وفى أمه وأبيه وجده عليهم الصلاة والسلام: هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقى النقى الطاهر العلم هذا حسين رسول الله والده * أمست بنور هداه تهتدى الامم هذا ابن فاطمة الزهراء غرتها * في جنة الخلد مجريا بها القلم إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم بكفه خيزران ريحه عبق * من كف أروع في عرنينه شمم يغضى حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم ينشق نور الهدى عن نور غرته * كالشمس تنشق عن اشرافها الظلم مشتقة من رسول الله نبعته * طابت أرومته والخيم والشيم ________________________________________