[ 547 ] فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة فقال الفرزدق ان كتاب الله تعالى يدرءه عنى بقوله تعالى (الشعراء يتبعهم الغاوون الم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون) فانا قلت ما لم أفعل فتبسم سليمان وقال أولى لك، وكان حلو النادرة سريع الجواب. جاء عنبسة بن معدان إلى باب بلال قال له بلغت النار يا ابا الفارس قال أجل ورأيت أباك ينتظرك وقال وجهك أحراح مجموعة فقال تأمل هل ترى فيها حرامك والأحراح بحائين مهملتين جمع حرح وهو فرج الإمرأة يخفف للفرد بحذف آخره فيقال حرومتى جمع عادت الحاء لأن الجمع يرد الاشياء إلى اصولها، وكان يقول ما عييت بجواب أحد قط الا بجواب أمرأة وصبى ونبطى أما الأمرأة فإنى ذهبت ببغلتى أسقيها بالنهر وإذا بالنسوة يغسلن ثيابهن فلما حاذيتهن ضرطت فضكحن منها فالتفت اليهن وقلت لهن لا تضحكن فوالله ما حملتني أنثى قط إلا وفعلت ما فعلت البغلة فقالت احداهن فكيف كان حال من حملتك تسعة أشهر فاراها قد قاست منك ضراطا " عظيما " فما وجدت لها جوابا " واما الصبى فإنى كنت أنشد في مربد البصرة وفى حلقتي الكميت بن زيد وهو أذ ذاك صبى فاعجبني حسن استماعه فقلت له كيف ما سمعت يا غلام قال حسن قلت أيسرك إنى أبوك قال اما أبى فلا أبغى به بدلا ولكن وددت إنك أمي ليأكل أبى من أطايبك فاخجلني ولم أجد له جوابا واما النبطي فانه لقيته بيثرب فقال لى أنت الفرزدق قلت نعم قال أنت الذى يخاف الناس من لسانك قلت نعم قال إذا هجوتني تموت فرسى قلت لا قال افيموت ولدى قلت لا قال افاموت انا قلت لا قال فادخلني في حرأم الفرزدق من رجلى إلى عنقي قلت فلم تركت رأسك قال حتى أرى الزانية ما تصنع. وكان الفرزدق يروى عن أمير المؤمنين وعن أبنه الحسين " ع " وأبى سعيد الخدرى وغيره وعنه الكميت الشاعر ومروان الأصغر وخالد الحذاء واشعث ابن عبد الملك والصعق بن ثابت وابنه لبطة بن الفرزدق وآخرون. ________________________________________