259 - البقرة .
فماذا قال إبراهيم لمن في هذه المرتبة من الحماقة وبماذا أفحمه فقيل قال .
فإن الله يأتي بالشمس من المشرق حسبما تقتضيه مشيئته .
فأت بها من المغرب إن كنت قادراعلى مثل مقدور اته تعالى لم يلتفت عليه السلام إلىإبطال مقالة اللعين إيذانا بأن بطلانها من الجلاء والظهور بحيث لا يكاد يخفي على أحد وأن التصدي لإبطالها من قبيل السعى في تحصيل الحاصل و أتى بمثال لا يجد اللعين فيه مجالا للتمويه والتلبيس .
فبهت الذي كفر أي صار مبهوتا وقرئ على بناء الفاعل على أن الموصول مفعوله أي فغلب إبراهيم الكافر وأسكته وإيراد الكفر في حيز الصلة للإشعار بعلة الحكم والتنصيص على كون المحاجة كفرا .
والله لا يهدي القوم الظالمين تذبيل مقرر لمضمون ما قبله أي لا يهدي الذين ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب المخلد بسبب إعراضهم عن قبول الهداية إلى مناهج الأستدلال أو إلى سبيل النجاة أو إلى طريق الجنة يوم القيامة .
أو كالذي مر على قرية أستشهاد على ما ذكر من ولايته تعالى للمؤمنين وتقرير له معطوف على الموصول السابق وإيثار او الفارقة على الواو الجامعة للاحتراز عن توهم أتحاد المستشهد عليه من أول الامر والكاف إما اسمية كما اختاره قوم جيئ بها للتنبيه على تعدد الشواهد وعدم انحصارها فيما ذكر كما في قولك الفعل الماضي مثل نصر واما زائده كما ارتضاه آخرون والمعنى اولم ترى الى مثل الذي او الى الذي مر على قرية كيف هداه الله تعالى واخرجه من ظلمة الإشتباه الى نور العيان والشهود اى قد رأيت ذلك وشاهدت فإذن لا ريب في ان الله ولي الذين آمنوا الخ هذا واما جعل الهمزة لمجرد التعجيب على ان يكون المعنى في الأول الم تنظر الى الذي حاج الخ أي انظر اليه وتعجب من امره وفي الثاني او ارأيت مثل الذي مر الخ آيذانا بأن حاله وما جرى عليه في الغرابه بحيث لا يرى له مثل كما استقر عليه رأى الجمهور فغير خليق بجزالة التنزيل وفخامة شأنه الجليل فتدبر والمار هو عزير بن شرخيا قاله قتادة والربيع وعكرمة وناجية بن كعب وسليمان بن يزيد والضحاك والسدى Bهم وقيل هو أرميا بن حلقيا من سبط هرون عليه السلام قاله وهب وعبيد الله بن عمير وقيل ارميا هو الخضر بعينه قال مجاهد كان المار رجلا كافرا بالبعث وهو بعيد والقرية بيت المقدس قاله وهب وعكرمة والربيع وقيل هي دير هرقل على شط دجلة قال الكلبي هي دير سابر آباد وقال السدي هي ديار سلما باد و الأول هو الاظهر والاشهر روى ان بني إسرائيل لما بالغوا في تعاطي الشر والفساد وجاوزوا في العتو والطغيان كل حد معتاد سلط الله تعالى عليهم بختنصر البابلي فسار إليهم في ستمائة ألف راية حتى وطئ الشام وخرب بيت المقدس وجعل بني إسرائيل أثلاثا ثلث منهم قتلهم وثلث منهم أقرهم بالشام وثلث منهم سباهم وكانوا مائة ألف