258 - البقرة مقابلة الاسم الجليل ولقصد المبالغة بتكرير الإسناد مع الإيمان الى التباين بين الفريقين من كل وجه حتى من جهة التعبير ايضا .
يخرجونهم بالوساوس وغيرها من طرق الإضلال والإغواء .
من النور الفطري الذي جبل عليه الناس كافه او من نور البينات التى يشاهدونها من جهة النبي بتنزيل تمكنهم من الأستضاءة بها منزلة نفسها .
إلى الظلمات ظلمات الكفر والأنهماك في الغي وقيل نزلت في قوم ارتدوا عن الإسلام والجملة تفسير لولاية الطاغوت أو خبر ثان كما مر وإسناد الإخراج من حيث السببية الى الطاغوت لا يقدح في استناده من حيث الخلق الى قدرته سبحانه .
اولئك إشارة إلى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة وما يتبعه من القبائح .
اصحاب النار أي ملابسوها وملازموها بسبب مالهم من الجرائم .
هم فيها خالدون ما كثون ابدا .
ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم في ربه استشهاد على ما ذكر من أن الكفرة أولياؤهم الطاغوت وتقرير له على طريقة قوله تعالى ألم تر أنهم في كل واد يهيمون كما أن ما بعده استشهاد على ولايته تعالى للمؤمنين وتقرير لها وإنما بدىء بهذا الرعاية الأقتران بينه وبين مدلوله ولاستقلاله بأمر عجيب حقيق بان يصدر به المقال وهو اجتراؤه على المحاجة في الله عزوجل وما اتى بها في اثنائها من العظيمة المنادية بكمال حماقته ولأن فيما بعده تعددا وتفصيلا يورث تقديمه انتشار النظم على انه قد اشير في تضاعيفه الى هداية الله تعالى ايضا بواسطة ابراهيم عليه السلام فان ما يحكى عنه من الدعوة الى الحق وادحاض حجة الكفار من آثار ولايته تعالى وهمزة الإستفهام لإنكار النفي وتقرير المنفي أي ألم تنظر او الم ينته علمك الى هذا الطاغوت المارد كيف تصدى لإضلال الناس وإخراجهم من النور إلى الظلمات أي قد تحققت الرؤيه وتقررت بناء على أن أمره من الظهور بحيث لا يكاد يخفي على احد ممن له حظ من الخطاب فظهر أن الكفرة أولئك الطاغوت وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره عليه السلام تشريف له وإيذان بتأييده في المحاجة .
أن آتاه الله الملك أي لأن آتاه إياه حيث أبطره ذلك وحمله على المحاجة أو حاجة لأجله وضعا للمحاجة التي هي أقبح وجوه الكفر موضع ما يجب عليه من الشكر كما يقال عاديتني لأن أحسنت إليك أو وقت أن آتاه الله وهو حجة على من منع إيتاء الله الملك للكافر .
إذ قال إبراهيم ظرف لحاج أو بدل من آتاه على الوجه الأخير .
ربي الذي يحيي ويميت بفتح ياء ربي وقرئ بحذفها روى أنه لما كسر الأصنام سجنه ثم أخرجه فقال من ربك الذي تدعو إليه قال ربي الذي يحيي ويميت أي يخلق الحياة والموت في الأجساد .
قال أستئناف مبني على السؤال كأنه قيل كيف حاجة في هذه المقالة القوية الحقة فقيل قال .
أنا أحي وأميت روى أنه دعا برجلين فقتل أحد هما وأطلق الآخر فقال ذلك .
قال إبراهيم استئناف كما سلف كأنه قيل