259 - البقرة غلام يافع وغير يافع فقسمهم بين الملوك الذين كانوا معه فأصاب كل ملك منهم اربعه غلمة وكان عزير من جملتهم فلما نجاه الله تعالى منهم بعد حين مر بحماره على بيت المقدس فرآه على افظع مرأى وأوحش منظر وذلك قوله عزوجل .
وهى خاويه على عروشها أي ساقطة على سقوفها بأن سقطت العروش ثم الحيطان من خوى البيت اذا سقط او من خوت الأرض اى تهدمت والجمله حال من ضمير مر أومن قرية عند من يجوز الحال من النكرة مطلقا .
قال اى تلهفا عليها وتشوقا الى عمارتها مع استشعار اليأس عنها .
أنى يحيى هذه الله وهي على مايرى من الحالة العجيبة المباينة للحياة وتقديمها على الفاعل للاعتناء بها من حيث أن الاستعباد ناشىء من جهتها لامن جهة الفاعل وأني نصب على الظرفية إن كانت بمعنى متى وعلىالحالية من هذه إن كانت بمعنى كيف والعامل يحيي وايا ما كان فالمراد استبعاد عمارتها بالبناء والسكان من بقايا اهلها الذين تفرقوا ايدى سبأ ومن غيرهم وانما عبر عنها بالإحياء الذى هو علم في البعد عن الوقوع عادة تهويلا للخطاب وتأكيدا للاستبعاد كما انه لأجله عبر عن خرابها بالموت حيث قيل .
بعد موتها وحيث كان هذا التعبير معربا عن استبعاد الإحياء بعد الموت على أبلغ وجه وآكده أراه الله D آثر ذى أثير أبعد الأمرين فى نفسه ثم في غيره ثم أراه ما استبعده صريحا مبالغة في إزاحة ما عسى يختلج في خلده وأما حمل إحيائها على إحياء أهلها فيأباه التعرض لحال القرية دون حالهم والاقتصار على ذكر موتهم دون كونهم ترابا وعظاما مع كونه أدخل في الاستبعاد لشدة مباينته للحياة وغاية بعده عن قبولها على أنه لم تتعلق إرادته تعالى بإحيائهم كما تعلقت بعمارتها ومعايية المار لها كما ستحيط به خبرا .
فأماته الله وألبثه على الموت .
مائة عام روى أنه لما دخل القرية ربط حماره فطاف بها ولم ير بها أحدا فقال ماقال وكانت أشجارها قد أثمرت فتناول من التين والعنب وشرب من عصيره ونام فأماته الله تعالى في منامه وهو شاب وأمات حماره وبقية تينه وعنبه وعصيره عنده ثم أعمى الله تعالى عنه عيون المخلوقات فلم يره أحد فلما مضى من موته سبعون سنه وجه الله عز وعلا ملكا عظيما من ملوك فارس يقال له يوشك إلى بيت المقدس ليعمره ومعه ألف قهرمان ثلثمائة ألف عامل فجعلوا يعمرونه واهلك الله تعالى بخت نصر ببعوضه دخلت دماغه ونجى الله تعالى من بقي من بني إسرائيل وردهم إلى بيت المقدس وتراجع إليه من تفرق منهم في الأكناف فعمروه ثلاثين سنة وكثروا وكانوا كأحسن ما كانوا عليه فلما تمت المائة من موت عزير أحياه الله تعالى وذلك قوله تعالى .
ثم بعثه وإيثاره على أحياه للدلالة على سرعته وسهولة تأتيه على البارئ تعالى كأنه بعثه من النوم للإيذان بأنه اعاده كهيئته يوم موته عاقلا فاهما مستعدا للنظر والاستدلال .
قال استئناف مبني على السؤال كأنه قيل فماذا قال له بعد بعثه فقيل قال .
كم لبثت ليظهر له عجزة عن الإحاطة بشؤنه تعالى وأن إحيائه ليس بعد مدة يسيرة ربما يتوهم أنه هين في الجملة بل بعد مدة طويلة وينحسم به مادة استبعاده بالمرة ويطلع في تضاعيفه على امر آخر من بدائع آثار قدرته تعالى وهو إبقاء الغذاء المتسارع إلى الفساد بالطبع على ما كان عليه دهرا طويلا من غير تغير ما وكم نصب على الظرفية مميزها محذوف أي كم وقتا لبثت والقائل هو الله تعالى أو ملك مأمور بذلك من قبله تعالى قيل نودى من السماء يا عزير كم لبثت بعد الموت .
قال لبثت يوما أو