الإسلامية في نشر التوعية والحماس الثوري بين أبناء الأمة وقد اختلف تأثير هذه الحركات على هذه المنطقة أو تلك كما اختلف مستوى الوعي والحماس لدى هذه الحركة أو تلك إلاّ أنّها نجحت في تأجيح الشوق الجماهيري نحو تطبيق الإسلام وأوجدت شعوراً ذا مساحة معتد بها بلزوم مقاومة مظاهر الطاغوت والعودة إلى الإسلام. ثالثاً: ردود الفعل التي اعقبت الهجوم الغربي الفاشل على العالم الإسلامي برغم التخطيط الدقيق لهذا الهجوم والعمل على أن يستوعب مختلف الجوانب رغم التمزيق القومي والوطني والعنصري، والتاريخي ورغم أنّه زرع في وجود الأمة البؤرة السرطانية الخبيثة (اسرائيل)، وأثقلها بالحكام العملاء وسرب إليها سمومه الفكرية والعاطفية وملأ حياتها بالمجون والترف والفسق فإنّ هذا الهجوم انتج نتائج عكسية إذ أيقظ الأمة وعلمها أنّ عزتها تكمن في إسلامها وقد كان تأثير الهجوم بشكل معكوس بأسلوبين: الأوّل: كشف نفسه وحضارته وأخلاقه أمام أبناء هذه الأمة إذ راح ينهب وجودها ويحطم شخصيتها ويعبث بقيمها. الثاني: إنّه دفع الحريصين المؤمنين بمستقبل الأمة لأن يتخذوا موقف المواجهة والتخطيط للصحوة. وكان من جملة ما انكشف زيفه للجماهير المسلمة تلك الصيغ الرجعية للحكومة الإسلامية، وتلك الأطروحات المشوهة للوحدة الإسلامية. وهكذا أثرت كل هذه العوامل أثرها الكبير في الاسراع بالصحوة والنهضة ممّا جعل الأمة على اعتاب تحول تاريخى كبير نسأل الله ـ جلّ وعلا ـ أن يحققه قريباً عاجلا. وتساءلت عن «مركز النهضة الإسلامية الدينية»، فأجبتها: بطبيعة الحال لااعدو ايران في هذا المجال فهي اليوم قلب النهضة الإسلامية الأصيلة، ومنبعها الدفاق; لاأقول هذا محاباة أو تعصباً وإنّما أقول ذلك عن وقوف حسن على واقع العالم الإسلامي، وتلمس كامل لكل أبعاد الصحوة والنهضة الإسلامية فالكل اليوم ينظر إلى ايران باعتبارها المحور النموذج والامام والموجه بل أستطيع أن أقول إنّ العالم كله يذعن لهذه الحقيقة، ولا أدل على ذلك من تجمع التآمر المعادي للدين ضد ايران وتمركزه على هذه الثورة الإسلامية وربما أمكنني الإشارة إلى دور ايران في المؤتمرات العالمية كالقاهرة وبكين وغيرها حيث وقفت تحمل لواء الدفاع عن الدين عموماً والإسلام خصوصاً بكل قوة واذعن العالم لهذا الوقوف والصمود.