فإذا تجاوزنا ايران استطيع القول بأنّ مظاهر النهضة تشمل كل العالم الإسلامي على اختلاف ما بين مناطقه من حيث الوعي والحماس. كما تساءلت المجلة عن «دور الفكر الإسلامي والفكر الثوري في العلاقات الدولية القائمة»، فقلت: إذا أردنا أن ندرك عمق هذا الدور علينا أن نلاحظ الأمور التالية: 1. مساحة التخطيط والتآمر ضد الإسلام وضد الثورة الإسلامية. ومساحة ضخمة حقاً تتمثل في تجمع العقول السياسية المخططة في مراكز علمية وسياسية لاتحصى لدراسة هذه الظاهرة، واتخاذ الاستراتيجيات الجامعة ضد نموها وانتشارها ومحاولة الفصل بين الجماهير الإسلامية، لا بل الجماهير المستضعفة وبين قيادتها، كما تتمثل في وسائل الاعلام الموجهة ضد الإسلام ومظاهره وضد كل ما يمت بصلة إلى الإسلام، وتتمثل أيضاً بالمؤتمرات الدولية الواسعة الأبعاد والتي تعمل على مسخ الهوية الإنسانية محو العائلة الإنسانية، ونشر التفكك والتميع، والفساد الأخلاقي، كما تتمثل في عشرات المعاهدات والاتفاقيات التي تعقد بين الدول الكبرى نفسها بينها وبين دول المنطقة لوقف هذا التحرك الإسلامي العظيم، بل إنّنا نجد الغرب يعطي الضوء الأخضر للشيوعين لاستعادة دورهم القيادي في الجمهوريات الإسلامية والتي ورثت الاتحاد السوفيتي السابق لا لشيء إلاّ خوفاً من امتداد المد الثوري الإسلامي لهذه المناطق. ولانستطيع هنا أن نستوعب كل هذه المساحة وإنّما نريد الإشارة إلى أنّ كل ردود الفعل هذه تترك أثرها الكبير على الساحة الدولية وتغير من الاستراتيجيات الدولية والمعاهدات وتفتح مجالا لتصوير عدو كبير للعالم الغربي وصب كل الاهتمامات لمحو هذا العدو الكبير، كما تترك أثرها في سعي الدول الاستكبارية لاستغلال الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى للوقوف أمام هذه النهضة ومحاصرتها والعمل على ضربها في مهدها وقطع اتصالها بجماهيرها. ولذلك استطيع القول بكل صراحة أنّ الحركة الثورية الإسلامية هي الهاجس الأكبر للطامعين وهي حجر الزواية في كل تخطيط إستراتژي عالمي. وهذه الحقيقة ذكرتها بصراحة الإستراتيجية الامريكية التي كشف النقاب عنها عام 1997. وعن «العلاقة بين الإسلام والغرب»، قلت: